بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١١٥
50 - نهج البلاغة: أوصيكم عباد الله بتقوى الله فأنها الزمام والقوام، (1) فتمسكوا بوثائقها، واعتصموا بحقائقها، تؤول بكم إلى أكنان الدعة، (2) وأوطان السعة، ومعاقل الحرز، ومنازل العز، في يوم تشخص فيه الابصار، وتظلم له الأقطار، ويعطل فيه صروم العشار، (3) وينفخ في الصور، فتزهق كل مهجة، وتبكم كل لهجة، وتذل الشم الشوامخ، والصم الرواسخ، فيصير صلدها سرابا رقرقا، ومعهدها قاعا سملقا، فلا شفيع يشفع، ولا حميم ينفع، ولا معذرة تدفع. (4) بيان: تشبيه التقوى بالزمام إما لأنها المانعة عن الخطاء والزلل، أو لأنها تقود إلى الجنة، وسماها قواما لأنه بها تقوم أمور الدنيا والآخرة. والاكنان جمع الكن وهو الستر. والمعقل: الملجأ، والمعاقل: الحصون. والصروم جمع صرمة و هي القطيعة من الإبل نحو الثلاثين. والشمم محركة: ارتفاع الجبل، أي تذل الجبال العالية والأحجار الثابتة. والصلد: الصلب الشديد والرقرقة: بصيص الشراب وتلألؤه.
ومعهدها أي ما عهد منزلا للناس ومسكنا. والقاع: المستوي من الأرض. والمسلق:
الأرض المستوية الجرداء التي لا شجر فيها. فلا شفيع يشفع أي بغير إذن الله، أو للكافرين.
51 - نهج البلاغة: وإن السعداء بالدنيا غدا هم الهاربون منها اليوم، إذا رجفت الراجفة، وحقت بجلائلها القيامة، ولحق بكل منسك أهله، وبكل معبود عبدته، وبكل مطاع أهل طاعته، فلم يجز في عدله وقسطه يومئذ خرق بصر في الهواء، ولا همس قدم في الأرض إلا بحقه، فكم حجة يوم ذاك داحضة، وعلائق عذر منقطعة، فتحر من

(1) القوام بالفتح: العدل والاعتدال، وبالفتح والكسر: ما يعيش به الانسان وما يكفيه من القوت، ولعل الثاني أولى بالمقام، أي بالتقوى يعيش ويحيا به الأبرار في الآخرة.
(2) الدعة: خفض العيش وسعته.
(3) العشار جمع عشراء - بضم ففتح -: الناقة مضى لحملها عشرة أشهر، والمراد ان يوم القيامة تهمل فيه نفائس الأموال لاشتغال كل شخص بنجاة نفسه.
(4) في المطبوع: ولا حميم يدفع، ولا معذرة تنفع.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326