بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٠٠
قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت: فأي شئ يكون بعده؟
قال: سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.
10 - تفسير علي بن إبراهيم: " ألم غلبت الروم في أدني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " فإنه حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض " قال: يا أبا عبيدة إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من الأئمة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة - وقد ظهر الاسلام - كتب إلى ملك الروم كتابا وبعث إليه رسولا يدعوه إلى الاسلام، وكتب إلى ملك فارس كتابا وبعث إليه رسولا يدعوه إلى الاسلام فأما ملك الروم فإنه عظم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأكرم رسوله، وأما ملك فارس فإنه مزق كتابه واستخف برسول رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس، وكانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس، فلما غلب ملك فارس ملك الروم بكى لذلك المسلمون واغتموا، (1) فأنزل الله " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض " يعني غلبتها فارس في أدنى الأرض وهي الشامات وما حولها، ثم قال: وفارس من بعد غلبهم الروم سيغلبون في بضع سنين قوله: لله الامر من قبل أن يأمر ومن بعد أن يقضي بما يشاء. قوله:
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء قلت: أليس الله يقول: في بضع سنين؟
وقد مضى للمسلمين سنون كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي إمارة أبي بكر، وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة عمر فقال: ألم أقل لك: إن لهذا تأويلا وتفسيرا؟ والقرآن يا أبا عبيدة ناسخ ومنسوخ، أما تسمع قوله: " لله الامر من قبل ومن بعد " يعني إليه المشيئة في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين، وذلك قوله: " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ".
بيان: قد قرئ في بعض الشواذ غلبت بالفتح وسيغلبون بالضم. قوله عليه السلام:
يعني غلبتها فارس الظاهر أن إضافة الغلبة إلى الضمير إضافة إلى المفعول، أي مغلوبية.

(1) في التفسير المطبوع: كره لذلك المسلمون واغتموا به.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322