بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٩٨
العلم بالأمور المغيبة حتى ينفى خصوص ذلك عنهما، هكذا حقق هذا الخبر وكن من الشاكرين.
6 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان " قال: قالوا: قد فرغ الله من الامر لا يحدث الله غير ما قدره في التقدير الأول، فرد الله عليهم فقال: " بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " أي يقدم ويؤخر ويزيد وينقص وله البداء والمشيئة. (1) بيان: ذكر الرازي في الآية وجوها من التأويل:
الأول: أن القوم إنما قالوا ذلك على الالزام فإنهم لما سمعوا قوله تعالى:
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قالوا: لو احتاج إلى القرض لكان فقيرا عاجزا.
الثاني: أن القوم لما رأوا أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله في غاية الشدة والفقر قالوا على سبيل الاستهزاء: إن إله محمد فقير مغلول اليد.
الثالث: قال المفسرون: إن اليهود كانوا أكثر الناس مالا وثروة فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وكذبوا به ضيق الله عليهم المعيشة فعند ذلك قالت اليهود: يد الله مغلولة أي مقبوضة عن العطاء.
الرابع: لعله كان فيهم من كان على مذهب الفلسفة وهو أن الله تعالى موجب لذاته وأن حدوث الحوادث عنه لا يمكن إلا على نهج واحد وسنن واحد، وأنه تعالى غير قادر على إحداث الحوادث غير الوجوه التي عليها يقع (2) فعبروا عن عدم الاقتدار على التغيير والتبديل بغل اليد.
الخامس: قال بعضهم: المراد هو قول اليهود: إن الله لا يعذبنا إلا قدر الأيام التي عبدنا فيها العجل فعبروا عنه بهذه العبارة.

(1) قال السيد الرضى في تلخيص البيان: هذه استعارة ومعناها أن اليهود أخرجوا هذا القول مخرج الاستبخال لله سبحانه فكذبهم تعالى بقوله: " بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " وليس المراد بذكر اليدين ههنا الاثنتين اللتين هما أكثر من الواحدة، وإنما المراد به المبالغة في وصف النعمة، كما يقول القائل: ليس لي بهذا الامر يدان. وليس يريد به الجارحتين، وإنما يريد به المبالغة في نفى القوة على ذلك الامر، وربما قيل: إن المراد بذلك نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.
(2) هذا من النسب التي يتبرء منها أهل الفلسفة وإنما هي ناشئة من سوء الفهم في المقاصد البرهانية. ط
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322