بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٠٣
عليك أسماء الأنبياء من ذريتك، وقد عرضت عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الدخيا؟
قال: فقال له آدم: ما أذكر هذا. قال: فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجحد ألم تسأل الله عز وجل أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك؟ فأثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك في الذكر. قال آدم: حتى أعلم ذلك. قال أبو جعفر عليه السلام وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد، فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك وتعالى العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه.
بيان: قد شرحناه في كتب النبوة.
16 - علل الشرائع: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أبي إسحاق الأرجاني، (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل جعل لمن جعل له سلطانا مدة من ليالي وأيام وسنين وشهور، فإن عدلوا في الناس أمر الله عز وجل صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم، وإن هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله عز وجل صاحب الفلك فأسرع إدارته وأسرع فناء لياليهم وأيامهم وسنيهم وشهورهم، وقد وفى تبارك وتعالى لهم بعدد الليالي والأيام والشهور.
بيان: لعل المراد سرعة تسبب أسباب زوال ملكهم وانقراض دولتهم وبالعكس على الاستعارة التمثيلية فالمراد بالوفاء بعدد شهورهم وسنيهم أن تلك الشهور والسنين التي كانت مقدرة قبل ذلك كانت مشروطة بعدم الاتيان بتلك الافعال، وقد أخبر الله بنقصان ملكهم مع الاتيان بها فلم يخلف الله ما وعده لهم، (2) ويحتمل أن يكون لكل دولة فلك سوى الأفلاك المعروفة الحركات وقد قدر لدولتهم عدد من الدررات فإذا أراد الله إطالة مدتهم أمر بإبطائه في الحركة وإذا أراد سرعة فنائها أمر بإسراعه (1) قال الفيروزآبادي: الارجان كهيبان: بلدة بفارس والرجل لم نقف على اسمه وترجمته.
(2) هذا الاحتمال لعجيب واعجب منه ما يلحق به من كون كل دولة ذات فلك على حدة تدور فتسرع أو تبطئ من التمحلات، والرواية لا تشير الا إلى أن الله يبارك في أيام العدل وينزع البركة من أيام الظلم فلا يلبث الانسان دون أن يرى أن الأيام والشهور والسنين يمر به مر السحاب، وذلك لكثرة الابتلاءات والمشاغل الشاغلة في أيام الظلم، ووجود الراحة والرفاهية في أيام العدل.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322