بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٤٤
الاسلام. إلى عقال أي يعقلك بتلك المقدمات التي تسلمت منه بحيث لا يبقى لك مفر كالبعير المعقول. قوله: وسمه مالك أو عليك، نقل عن الشيخ البهائي قدس الله روحه أنه من السوم، من سام البائع السلعة يسوم سوما، إذا عرضها على المشتري وسامها المشتري بمعنى استامها، والضمير راجع إلى الشيخ على طريق الحذف والايصال، والموصول مفعوله. ويروى عن الفاضل التستري نور ضريحه أنه كان يقرأ " سمه " بضم السين وفتح الميم المشددة، أمرا من سم الامر يسمه إذا سبره ونظر إلى غوره، والضمير راجع إلى ما يجري بينهما، والموصول بدل عنه، وقيل: هو من سممت سمك. أي قصدت قصدك، والهاء للسكت أي اقصد مالك وما عليك. والأظهر أنه من وسم يسم سمة بمعني الكي (1) والضمير راجع إلى ما يريد أن يتكلم به أي اجعل على ما تريد أن تتكلم به علامة لتعلم أي شئ لك وأي شئ عليك، فالموصول بدل من الضمير.
قوله عليه السلام: وهو على ما يقولون اعترض عليه السلام الجملة الحالية بين الشرط والجزاء للإشارة إلى ما هو الحق، ولئلا يتوهم أنه عليه السلام في شك من ذلك. والعطب:
الهلاك. قوله عليه السلام: ليس فيها أحد أي لها أو عليها أو بالظرفية المجازية لجريان حكمه وحصول تقديره تعالى فيها، وحاصل استدلاله عليه السلام: أنك لما وجدت في نفسك آثار القدرة التي ليست من مقدوراتك ضرورة علمت أن لها بارئا قادرا، وكيف يكون غائبا عن الشخص من لا يخلو الشخص ساعة عن آثار كثيرة يصل منه إليه.
19 - التوحيد: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما خلق الله خلقا أصغر من البعوض والجرجس أصغر من البعوض، والذي يسمونه الولغ أصغر من الجرجس، وما في الفيل شئ إلا وفيه مثله، وفضل على الفيل بالجناحين. (2)

(1) بل الأظهر أنه أمر من التسمية كناية عن تعيين ما هو مقبول عنده من المقدمات وما ليس بمقبول.
(2) وبالرجلين، وخرطوم الفيل المصمت، وخرطومه مجوف نافذ للجوف، فإذا طعن به جسد الانسان استقى الدم وقذف به إلى جوفه فهو كالبلعوم والحلقوم ولذلك اشتد عضها، وقويت على خرق الجلود الغلاظ، ومما ألهمه الله تعالى أنه إذا جلس على عضو من أعضاء الانسان لا يزال يتوخى بخرطومه المسام التي يخرج منها العرق، لأنها أرق بشرة من جلد الانسان فإذا وجدها وضع خرطومه فيها، وفيه من الشره أن يمص الدم إلى أن ينشق ويموت، أو إلى أن يعجز عن الطيران فيكون ذلك سبب هلاكه، ومن عجيب أمره أنه ربما قتل البعير وغيره من ذوات الأربع فيبقى طريحا في الصحراء فتجتمع السباع حوله، والطير التي تأكل الجيف، فمن أكل منها شيئا مات لوقته. قال وهب بن منبه لما أرسل الله تعالى البعوض على النمرود اجتمع منه في عسكره ما لا يحصى عددا فلما عاين النمرود ذلك انفرد عن جيشه ودخل بيته، وأغلق الأبواب وأرخى الستور ونام على قفاه مفكرا، فدخلت بعوضة في أنفه وصعدت إلى دماغه فعذب بها أربعين يوما، حتى أنه كان يضرب برأسه الأرض وكان أعز الناس عنده من يضرب رأسه ثم سقطت منه كالفرخ وهي تقول: كذلك يسلط الله رسله على من يشاء من عباده، ثم هلك حينئذ. وقد أودع الله في مقدم دماغها قوة الحفظ، وفي وسطه قوة الفكر وفي مؤخره قوة الذكر، وخلق لها حاسة البصر، وحاسة اللمس، وحاسة الشم، وخلق لها منفذا للغذاء، ومخرجا للفضلة، وخلق لها جوفا وأمعاءا وعظاما، فسبحان من قدر فهدى، ولم يخلق شيئا من المخلوقات سدى. قاله الدميري في كتابه حياة الحيوان.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309