[رسول الله - صلى الله عليه وآله -] (1)، وبيده عنزة (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وكأن وجهه دائرة القمر إذا أبدر، فقال لي: يا ربيعة، لشد ما جزعت، إنما الناس رائح و مقيم، فالرائح من يحببه هذا اللقاء إلى جنة المأوى، وإلى سدرة المنتهى، وإلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض، أعدت للمتقين، والمقيم بين اثنين: إما نعم مقلة، أو فتنة مضلة.
يا ربيعة حي على معرفة ما سألت ربك وهو (3) يفري الأرض فريا، واتبعته حتى خرج عن العسكر، وجازه بميل أو نحوه، وثنى رجله عن البغلة، فنزل وخر على الأرض للدعاء، ويقلب كفيه بطنا وظهرا، فما رد يده حتى نشأت قطعة سحابة كأنها هقل (4) نعام تدب بين السماء والأرض، حتى أظلتنا، [فما عدا ظلها مركبنا] (5) هم هطلت شيئا كأفواه القرب، وشرب فرسي من تحت حافره، وملأت مزادي، ورويت فرسي، ثم عاد [فركب] (6) بغلته، وعادت السحابة من حيث جاءت، وعدت إلى العسكر، فتركني وانغمس في الناس. (7) الثاني والخمسون ومائتان إحياء ميت 377 - ثاقب المناقب: عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - في نصف النهار إذ أقبل ثلاثة من أصحابه، فقالوا: ندخل يا رسول الله؟ فصير ظهره إلى ظهري ووجهه إليهم.