كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٥٠
الباب وهذا مذهب المجبرة بغير خلاف ويقول المجوس ان الله تعالى محمود على فعل الخير وهو لا يقدر على ضده وان إبليس مذموم على فعل الشر ولا يقدر على ضده وهذا بعينه يضاهي قول المجبرة ان المؤمن محمود على الايمان و هو لا يقدر على ضده وان الكافر مذموم على الكفر ولا يقدر على ضده وتذهب المجوس إلى القول بتكليف ما لا يطاق وهو رأيها الذي تدين به في الاعتقاد ولهم في السنة يوم يأخذون فيه بقرة قد زينوها فيربطون يديها و رجليها أوثق رباط ثم يقربونها إلى سفح الجبل ويضربونها لتصعد فإذا رأوا ان قد تعذر عليها ذلك قتلوها ويسمون هذا اليوم عيد الباقور وهذا هو مذهب المجبرة في القول بتكليف ما لا يستطاع فهم مجوس هذه الأمة وقدريتها بما اقتضاه هذا البيان (وقد قالت العدلية) للمجبرة ان من أدل دليل على انكم القدرية قولكم ان جميع أفعال العباد بقدر من الله عز وجل وانه الذي قدر على المؤمن ان يكون مؤمنا وعلى الكافر ان يكون كافرا وانه لا يكون شئ إلا أن يقدره الله تعالى (قالت المجبرة) بل أنتم أحق بهذا لأنكم نفيتم القدر وجحدتموه وأنكرتم ان يكون الله سبحانه قدر لعباده ما اكتسبوه (قالت العدلية) قد غلطتم فيما ذكرتموه وجرتم فيما قضيتموه لأن الشئ يجب ان ينسب إلى من أثبته واوجبه لا إلى من نفاه وسلبه ويضاف إلى من أقر به وأعتقده لا إلى من أنكره وجحده فتأملوا قولنا تعلموا انكم القدرية دوننا (فصل) وقد ظنت المعتزلة ان الشيعة هم المرجئة لقولهم انا نرجو من الله تعالى العفو عن المؤمن إذا ارتكب معصية ومات قبل ان تقع منه التوبة وهذا غلط منهم في التسمية لأن المرجئة اسم مشتق من الارجاء وهو التأخير يقال لمن اخر أمرا أرجأت الامر يا رجل فأنت مرجئ قال الله * (ارجه وأخاه) * الأعراف أي اخره وقال تعالى * (وآخرون مرجون لأمر الله) * التوبة يعنى مؤخرون إلى مشيته (وأما الرجاء) فإنما يقال منه رجوت فانا راج فيجب أن تكون الشيعة راجية لا مرجئة والمرجئة هم الذين أخروا الأعمال ولم يعتقدوها من فرائض الايمان وقد لعنهم النبي عليه السلام فيما وردت به الاخبار (حدثنا) القاضي أبو الحسن محمد ابن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمصر سنه ست وعشرين وأربعمائة قراءة منه علينا قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن يوسف قال حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني ببغداد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة قال حدثنا داود بن سليمان العادي قال حدثنا علي بن موسى الرضا قال حدثنا أبي
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»