كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٣٤
فصلى عليه أمير المؤمنين عليه السلام عشية ذلك اليوم وشهد جنازته ونحن معه قال الراوي عن نوف فصرت إلى الربيع بن خيثم فذكرت له ما حدثني نوف فبكى الربيع حتى كادت نفسه ان تقبض وقال صدق اخى لا جرم ان موعظة أمير المؤمنين عليه السلام وكلامه ذلك منى بمرءا ومسمع ما ذكرت ما كان من همام بن عبادة يومئذ واتاني هنيئة الا كدرها ولا شدة إلا فرجها (فصل) من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الاخوان وآداب الاخوة في الايمان الناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله فهى عداوة وذلك قوله الله عز وجل * (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) * من الاخوان عرف جواهر الرجال امحض أخاك بالنصيحة حسنة كانت أم قبيحة ساعده على كل حال وزل معه حيث زال ولا تطلبن منه المجازاة فإنها من شيم الدناة ابذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة واعطه كل المواساة ولا تفض إليه بكل الاسرار توفى الحكمة حقها والصديق واجبه لا يكون أخوك أقوى منك على مودته (البشاشة) فخ المودة والمودة قرابة مستفادة لا يفسدك الظن على صديق أصلحه لك اليقين كفى بك أدبا لنفسك ما كرهته لغيرك لأخيك عليك مثل الذي لك عليه لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه فإنه ليس لك باخ من ضيعت حقه ولا يكن أهلك أشقى الناس بك اقبل عذر أخيك وان لم يكن له عذر فالتمس له عذرا لا يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته لا ترغبن فيمن زهد فيك ولا تزهدن فيمن رغب فيك إذا كان للمخالطة موضع لا تكثرن العتاب فإنه يورث الضغينة ويجر إلى البغيضة وكثرته من سوء الأدب ارحم أخاك وان عصاك وصله وان جفاك احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك من وعظ أخاه سرا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه من كرم المرء بكاه على ما مضى من زمانه وحنينه أو إلى أوطانه وحفظه قديم اخوانه (فصل) مما جاء نظما في الاخوان روى أن الصادق جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين (شعر) (أخوك الذي لو جئت بالسيف عامدا) (لتضربه لم يستغشك في الود) (ولو جئته تدعوه للموت لم يكن) (يردك ابقاء عليك من الود) (وقال مسلم ابن وابصة) (أحب الفتى ينفى الفواحش سمعه) (كأن به من كل فاحشة وقرا) (سليم دواعي الصدر لا باسطا اذى) (ولا مانعا خيرا ولا قائلا هجرا) (إذا ما أتت من صاحب لك زلة) (فكن أنت محتالا لزلته عذرا) (غنى
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»