كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٣٣
وبرا في استقامة لا يغيره ما جهله ولا يدع احصاء ما عمله يستبطئ نفسه في العمل وهو من صالح عمله على وجل يصبح وشغله الذكر ويمسى وهمه الشكر يبيت حذرا من سنة الغفلة ويصبح فرحا لما أصاب من الفضل والرحمة ان استعصبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما إليه تشره رغبته فيما يبقى وزهاده فيما يفنى قد قرن العمل بالعلم والعلم بالحلم يظل دائما نشاطه بعيدا كسله قريبا امله قليلا زلله متوقعا اجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه عازبا جهله محرزا دينه ميتا داؤه كاظما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره سهلا امره معدوما كبره ثبتا صبره كثيرا ذكره لا يعمل شيئا من الخير رياء و ما يتركه حياء الخير منه مأمول والشر منه مأمون إن كان بين الغافلين كتب في الذاكرين وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين يعفو عمن ظلمه ويعطى من حرمه ويصل من قطعه قريب معروفه صادق قوله حسن فعله مقبل خيره مدبر شره غائب مكره في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب ولا يدعى ما ليس له ولا يجحد ما عليه يعترف بالحق قبل ان يشهد به عليه لا يضيع ما استحفظه ولا ينابز بالألقاب ولا يبغي على أحد ولا يغلبه الحسد ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصاب مؤد للأمانات عامل بالطاعات سريع إلى الخيرات بطئ عن المنكرات يأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه لا يدخل في الأمور بجهل ولا يخرج من الحق بعجز ان صمت لم يعيه الصمت وان نطق لم يعبه اللفظ وان ضحك لم يعل به صوته قانع بالذي قدر له لا يجمح به الغيظ ولا يغلبه الهوى ولا يقهره الشح يخالط الناس بعلم ويفارقهم بسلم يتكلم ليغنم و يسال ليفهم نفسه منه في عناء والناس منه في راحه أراح الناس من نفسه وأتعبها لاخوته ان بغى فصبر ليكون الله تعالى هو المنتصر يقتدى بمن سلف من أهل الخير قبله فهو قدوة لمن خلف من طالب البر بعده أولئك عمال الله ومطايا امره وطاعته وسرج ارضه وبريته أولئك شيعتنا وأحبتنا ومنا ومعنا آها شوقا إليهم فصاح همام بن عبادة صيحة وقع مغشيا عليه فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا رحمة الله عليه فاستعبر الربيع باكيا وقال لأسرع ما أودت موعظتك يا أمير المؤمنين يا بن اخى ولوددت انى بمكانه فقال أمير المؤمنين عليه السلام هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها أما والله لقد كنت أخافها عليه فقال له قائل فما بالك أنت يا أمير المؤمنين فقال ويحك ان لكل واحد اجلا لا يعدوه وسببا لن يتجاوزه فلا تعد بها فإنما يعبثها على لسانك الشيطان قال
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»