كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٢٨
غيري قالوا اللهم لا فاقر القوم به ولم ينكروه واعترفوا بصحته ولم يجحدوه فإن قال قائل فما باله لم يذكر في حال احتجاجه به تقرير رسول الله صلى الله عليه وآله للناس على أنه أولي بهم منهم بأنفسهم ولم اقتصر على ما ذكره وهو لا ينفع في الاستدلال عندكم ما لم يثبت التقرير المتقدم وما جوابكم لمن قال إن المقدمة لم تصح وليس لها أصل وقد سمعنا هذا الخبر ورد في بعض الروايات وهو عار منها فما قولكم فيها قيل له ان خلو مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام من ذكر المقدمة لا يدل على نفيها أو الشك في صحتها لأنه قررهم من بعض الخبر على ما يقتضي الاقرار بجميعه اختصارا في كلامه وغنى بمعرفتهم بالحال عن ايراده على كماله وهذه عادة الناس فيما يقرون به وقد قررهم عليه السلام في ذلك المقام بخبر الطائر فقال أفيكم رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ابعث إلى بأحب خلقك يأكل معي غيري ولم يذكر هذا الطائر وكذلك لما قررهم بقول النبي عليه السلام حيث ندبه لفتح خيبر وذكر لهم بعض الكلام دون جميعه اتكالا منه على ظهوره بينهم واشتهاره فاما المتواترون بالخبر فلم يوردوه إلا على كماله ولا سطروه في كتبهم الا بالتقرير الذي في أوله وكذلك رواه معظم أصحاب الحديث الذاكرين الأسانيد وإن كان منهم آحاد قد اغفلوا ذكر المقدمة فيحتمل ان يكون ذلك تعويلا منهم على العلم بالخبر فذكروا بعضه لأنه عندهم مشتهر فإن الأصحاب كثيرا ما يقولون فلان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله خبر كذا ويذكرون بعض لفظ الخبر اختصارا وفي الجملة فا الآحاد المتفردون بنقل بعضه لا يعارض بهم المتواترين الناقلين لجمعيه على كماله (الجواب) عن السؤال الثاني وأما الحجة على أن لفظة مولى يحتمل أولي وانها أحد أقسامها فليس يطالب بها أيضا منصف كان له أدنى الاطلاع في اللغة وبعض الاختلاط بأهلها لأن ذلك مستفيض بينهم غير مختلف فيه عندهم وجميعهم يطلقون القول فيمن كان أولي بشئ انه مولاه وانا أوضح لك أقسام مولى في اللسان لتعلمها على بيان اعلم أن لفظة مولى في اللغة تحتمل عشرة أقسام أولها الأولى وهو الأصل الذي يرجع إليه جميع الأقسام قال الله تعالى * (فاليوم لا يؤخذ منكم فديه ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) * يريد سبحانه هي أولي بكم على ما جاء في التفسير وذكره أهل اللغة وقد فسره على هذا الوجه أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه المعروف بالمجاز في القرآن ومنزلته في العلم بالعربية معروفة وقد
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»