كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٢٤
لم صار في الحرم قال لأنه لما اذن لهم في الدخول وقفهم بالباب الثاني فلما طال تضرعهم به اذن لهم بتقريب قربانهم فلما قضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم اذن لهم بالزيارة على الطهارة قيل له فلم حرم الله الصيام أيام التشريق قال لأن القوم زاروا الله تعالى وهم في ضيافته ولا يجوز لمضيف ان يصوم أضيافه قيل فالتعلق بأستار الكعبة لأي معنى هو قال مثله مثل رجل له عبد جنى جناية وذنبا فهو متعلق بثوبه ويتضرع إليه ويخضع له ان يتجاوز له عن ذنبه وروى أن الاشعار إنما هو لتحريم ظهر البدنة وان تقليدها إنما هو ليعرفها صاحبها وقال في حد الحرم ان آدم عليه السلام لما اهبط من الجنة شكا إلى الله تعالى الوحشة فأنزل عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت وكان يطوف بها فكان يبلغ ضوءها موضع الاعلام يعنى أطراف الحرم وحده وذكر في علة الطواف ان الله تعالى لما قال للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة وقالت أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء واعلموا انهم قد أذنبوا لاذوا بالعرش واستغفروا الله سبعة آلاف عام قال فبنى الله عز وجل لآدم عليه السلام بيتا بحذاء العرش وامره بالطواف حوله سبعة أشواط لكل الف سنة طافتها الملائكة شوط واحد (وروى) في السعي بين الصفا والمروة ان إبراهيم عليه السلام لما خلف إسماعيل وامه بمكة ومضى عطش الصبي فخرجت امه حتى قامت على الصفا وكان بينه وبين المروة شجر فقالت هل بالوادي من أنيس فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت هل بالوادي من أنيس فلم تجب ثم رجعت إلى الصفا ففعلت ذلك سبع مرات فجعل الله تعالى ذلك سنة من بعده وروى عن الصادق عليه السلام انه كان يقول ما من بقعة أحب إلى الله تعالى من المسعى لأنه يذل فيه كل جبار وقال إن علة رمي الجمرات ان إبراهيم عليه السلام تراءى له إبليس عندها فأمره جبرائيل برميه بسبع حصيات وان يكبر مع كل حصاه ففعل وجرت بذلك السنة فهذا بعض ما ذكر في علل الحج قد اوردته مما رواه علي بن حاتم القزويني وجمعه واعلم أيدك الله ان هذه العلل المسطورة ليست بعلل موجبة وإنما منها ما هو على طريق التقريب كالتشبيه
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»