كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٢٢٠
صلوات الله عليه عن الطواف بالبيت الحرام فأجابني بما نقله عنه الخاص والعام اخبرني به الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الشاذان القمي رضي الله عنه عن خال امه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله عن محمد بن يعقوب الكليني عن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن العباس بن عمران الفقيمي ان ابن أبي العوجاء وابن طالوت الأعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين بالموسم في المسجد الحرام وأبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فيه إذ ذاك يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات فقال القوم لابن أبي العوجاء هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة زمانه فقال لهم ابن أبي العوجاء نعم ثم تقدم ففرق الناس ثم قال يا أبا عبد الله ان المجالس أمانات ولا بد لكل من به سعال ان يسعل فتأذن في السؤال فقال أبو عبد الله عليه السلام سل ان شئت فقال ابن أبي العوجاء إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر من فكر في هذا وقدر علم أنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر فقل فإنك رأس هذا الامر وسنامه وأبوك اسه ونظامه فقال له الصادق عليه السلام ان من أضله الله واعمى قلبه استوخم الحق فلن يستعذبه وصار الشيطان وليه وحزبه يورده مناهل الهلكة وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله قبلة للمصلين فهو شعبه من رضوانه وطريق تؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه قبل دحو الأرض بألفي عام فأحق من أطيع فيما أمر وانتهى عما زجر الله عز وجل المنشئ للأرواح والصور فقال له ابن أبي العوجاء ذكرت أبا عبد الله فأحلت على غائب فقال الصادق صلوات الله عليه كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد واليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم ويعلم اسرارهم لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يكون من مكان أقرب من مكان يشهد له بذلك آثاره ويدل عليه أفعاله والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد عليه السلام جاءنا بهذه العبادة فإن شككت في شئ من
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»