كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٨٤
الدار زاد رجحان بحجته وتكافت أقوالهم في دعوى الزيادة دل على أن الصانع واحد لا أكثر من ذلك لان الدليل ثبت على وجود الصانع ولم يثبت على ما يزيد على واحد ثم عارض نفسه فقال إذا قال قائل انكم قد تجدون دارا مبنية يدل بناؤها على أن لها بانيا ثم لا يجدون فرقا بين من زاد على واحد فقال إن بانيها اثنان وبين من قال ثلاثة وكذلك كل عدة حتى لا يتميز بعض الأقوال على بعض حجة أفتقطعون على أن صانع إلى الدار واحد وانفصل عن هذه المعارضة بان قال إن المثبت للدار صانعا واحدا أو صانعين فقد نجد فرقا بينه وبين من زاد عليه ودليلا على قوله دون قول من خالفه وذلك أن صناع الدار يجوز ان يشاهدهم من شاهدها ويجوز ان يرد الخبر إليه بعددهم ممن شاهدهم يبنونها وليس كذلك صانع العالم وهذا فرق واضح بين الموضعين و لوضوحه يعلم بطلان مذهب الثنوية على اختلافهم والنصارى في التثليث ومن جرى مجراهم والحمد لله (وروى) عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله قال إن الله رفع درجة اللسان فانطقه بتوحيده من بين الجوارح (فصل من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله في الخصال من واحد إلى عشرة) وروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال خصلة من لزمها اطاعته الدنيا والآخرة وربح الفوز في الجنة قيل ما هي يا رسول الله قال التقوى من أراد ان يكون أعز الناس فليتق الله عز وجل ثم تلا * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * الطلاق (وقال المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين آجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه) وقال صلى الله عليه وآله ومن وقى شر ثلاث فقد وقى الشر كله لقلقه وقبقبه وذبذبه فلقلقة لسانه وقبقبه بطنه وذبذبه فرجه وقال صلى الله عليه وآله أربع خصال من الشقاء جمود العين وقساوة القلب والإصرار على الذنب والحرص على الدنيا وقال صلى الله عليه وآله خمس لا يجتمعن إلا في مؤمن حقا يوجب الله له بهن الجنة النور في القلب والفقه في الاسلام والورع في الدين والمودة في الناس و حسن السمت في الوجه (وقال) صلى الله عليه وآله اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا أيديكم (وقال) صلى الله عليه وآله أوصاني ربي بسبع أوصاني بالاخلاص في السر والعلانية وان اعفو عمن ظلمني وأعطي من حرمني واصل من قطعني وأن يكون صمتي فكرا ونظري عبرا وحفظ عنه صلى الله عليه وآله ثمان قال الا أخبركم بأشبهكم بي خلقا قالوا بلى يا رسول الله قال أحسنكم خلقا وأعظمكم حلما وأبركم بقرابته وأشدكم حبا لاخوانه في دينه وأصبركم على الحق وأكظمكم للغيظ و أحسنكم عفوا وأشدكم من نفسه انصافا (وقال) صلى الله عليه وآله الكبائر تسع أعظمهن الاشراك بالله عز وجل وقتل النفس المؤمنة واكل الربا واكل مال اليتيم وقذف المحصنة والفرار من الزحف وعقوق الوالدين واستحلال البيت الحرام
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»