الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٦٥
أخبرتك أمي اي شئ مكتوب في اللوح قال جابر: اشهد بالله اني دخلت على أمك فاطمة (عليها السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهناتها في ولادة الحسين (عليه السلام) ورأيت بيدها لوحا اخضر ظننت انه زمرد ورأيت كتابا ابيض شبه نور الشمس قلت لها بابي وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح قالت: هذا اللوح هداه الله إلى رسوله (صلى الله عليه وآله) فيه اسم أبي واسم بعلي وأسماء أبنائي وأسماء الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليسرني بذلك، قال جابر: ثم أعطتني إياه أمك فاطمة فقرأته ونسخته فقال أبي فهل لك يا جابر: تعرضه علي، قال:
نعم، فمشى أبي معه حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج أبي صحيفة من ورق وقال: يا جابر انظر بكتابك لا قرأ عليك فنظر جابر بنسخته وقرأ أبي عليه فما خالف حرف لحرف فقال: جابر اشهد بالله هكذا مكتوب، وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي انا الله لا إله إلا أنا من رجا غير فضلي وخاف غيري عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل اني لم ابعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته الا جعلت له وصيا واني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمت شبليه وسبطيه حسنا وحسينا معدني علمي بعد انقضاء مدة أبيهما وجعلت الحسين بعد أخيه الحسن روحي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة وهو أفضل كل من استشهد واعلام درجة عندي وجعلت كلمته التامة معي وحجتي عنده بعترته أثبت وعاقبت أولهم سيد العابدين وزين أوليائي العارفين الماضين وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي المعلن بحكمي سيهلك المرتابون في جعفر الصادق والراد عليه كالراد علي حقا مني لأكرمن مثوى جعفر ولأسر به أشياعه وأنصاره وأولياؤه تبيح به بعده فتنة عما أحدس الا ان حبل فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأوليائي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الا من جحد واحد الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست