الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٧٢
من ذلك الوادي، فقلت: بلى لو لحقوا الجبل الذي يلي الوادي سلموا وتملكوا جيش الجبل فقلق واخذ بيدي، وقال: الله الله يا أبا الحسن في جيوش المسلمين فأرينهم كما ذكرت أو حذرهم ان قدرت ولك ما تشاء من خلع نفسي من هذا الأمر ورده إليك فأخذت عليه عهد الله وميثاقه ان رقيت به المنبر وكشفت عن بصره وأريته جيوشه في الوادي وانه يصيح إليهم فيسمعون منه ويلجأون إلى الجبل ويظفرون بجيش الجبل يخلع نفسه ويسلم إلي حقي، فقلت له: قم يا شقي، والله لا وفيت بهذا العهد والميثاق كما لم تف لله ولرسوله ولي بما اخذناه عليك من العهد والميثاق والبيعة في جميع المواطن، فقال لي: بلى والله فقلت له: ستعلم أنك من الكافرين، ورقيت المنبر فدعوت بدعوات وسألت الله ان يريه ما قلت ومسحت على عينيه وكشفت عنه غطاءه فنظر إلى سارية وسائر الجيش وجيش الجبل وما بقي الا الهزيمة لجيشه، فقلت له: صح يا عمر ان شئت، قال: يسمع؟ قلت: نعم، يسمع ويبلغ صوتك إليهم، فصاح الصيحة التي سمعتموها: يا سارية إلجأ الجبل، فسمعوا صوته ولجأوا إلى الجبل فسلموا وظفروا بجيش الجبل فنزل ضاحكا كما رأيتموه وخاطبته وخاطبني بما سمعتموه.
قال جابر: آمنا وصدقنا وشك آخرون إلى ورود البريد بحكاية ما حكاه أمير المؤمنين واراه عمر ونادى بصوته فكاد أكثر العوام المرتدين أن يعبدوا ابن الخطاب وجعلوا هذا منقبا له والله ما كان الا منقلبا. فكان هذا من دلائل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست