الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٦٩
شكهم في زين العابدين (عليه السلام)، وصار من كبارهم جميع، فقالوا: يا حبابة الله الله فينا اقصدي إلى علي بن الحسين (عليه السلام) حتى يتبين الحق، فصرت إليه فلما رآني رحب بي ومد يده وقال: هاتي الحصاة فأخذها وطبعها بذلك الخاتم ثم صرت بذلك الخاتم إلى محمد، والى جعفر بن محمد، والى موسى بن جعفر، والى علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليهم أجمعين)، فكل يفعل كفعل أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام)، وكبر سني ورق جلدي ودق عظمي وحال سواد شعري بياضا، وكنت بكثرة نظري إليهم صحيحة العقل والبصر والفهم، فلما صرت إلى علي الرضا بن موسى (صلوات الله عليه) رأيت شخصه الكريم ضحكت ضحكا فقال من حضر: قد خرفت يا حبابة، والا نقص عقلك، فقال لهم علي الرضا (صلوات الله عليه) اني لكم، ما خرفت حبابة ولا نقص عقلها، ولكن جدي أمير المؤمنين (عليه السلام) أخبرها بأنها تكون معي وأنها تكون مع المكرورات مع المهدي (عليه السلام)، من ولدي، فضحكت تشوقا إلى ذلك وسرورا وفرحا بقربها منه، فقال القوم: استغفر لنا يا سيدنا وما علمنا هذا، قال: يا حبابة ما الذي قال لك جدي أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
قالت: قال تريني برهانا عظيما، قال: يا حبابة ترين بياض شعرك؟
قلت: بلى يا مولاي، قال: يا حبابة أفتحبين ان تريه اسود حالكا كما كان في عنفوان شبابك؟ قلت: نعم يا مولاي، قال: يا حبابة ويجزيك ذلك أو نزيدك؟ فقلت: يا مولاي زدني من فضلك علي قال: أتحبين ان تكوني مع سواد شعرك شابة؟ فقلت: يا مولاي هذا البرهان عظيم، قال: وهذا أعظم منه ما تجدينه مما لا يعلم الناس به، فقلت: يا مولاي اجعلني لفضلك اهلا فدعا بدعوات خفية حرك بها شفتيه فعدت والله شابة طرية غضة سوداء الشعر حالكا، ثم دخلت خلوة في جانب الدار ففتشت نفسي فوجدتها بكرا فرجعت وخررت بين يديه ساجدة، ثم قلت: يا مولاي النقلة إلى الله عز وجل فلا حاجة لي في حياة الدنيا، فقال: يا
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 175 ... » »»
الفهرست