الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٧٠
حبابة ارحلي إلى أمهات الأولاد فجهازك هناك منفردا.
قال الحسين بن حمدان الخصيبي (رضي الله عنه): حدثني جعفر بن مالك، قال حدثني محمد بن يزيد المدني قال: كنت مع مولاي علي الرضا (صلوات الله عليه) حاضرا لأمر حبابة وقد دخلت إلى أمهات الأولاد فلم تلبث الا بمقدار ما عاينت جهازها حتى تشهدت وقبضت إلى الله رحمها الله.
قال مولانا الرضا (صلوات الله عليه) رحمك الله يا حبابة قلنا: يا سيدنا ولما قبضت قال لبثت إلى أن عاينت جهازها حتى قبضت إلى الله وامر بتجهيزها فجهزت وخرجت وصلينا عليها وحملت إلى حفرتها وأمر سيدنا بزيارتها وتلاوة القرآن عندها والتبرك بالدعاء هناك فكان هذا من دلائل مولانا أمير المؤمنين وبراهينه (عليه السلام).
وعنه بهذا الإسناد قال: حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت بين يدي مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ دخل عمر بن الخطاب فلما جلس قال لجماعة ان لنا سترا فيما بيننا، تخففوا رحمكم الله، فشمرت وجوهنا وقلنا ما كذا كان يفعل بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد كان يأتمننا على سره فما لك لما رأيت فتيان المسلمين تسريت بفتيان رسول الله؟ فقال: للناس اسرار لا يمكن اعلانها فقمنا مغضبين، وخلا بأمير المؤمنين مليا، ثم قاما من مجلسهما حتى رقيا منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) جميعا فقلنا: الله أكبر ترى ابن حنتمة رجع عن غيه وطغيانه ورقي المنبر مع أمير المؤمنين، وقد مسح يده على وجهه، ورأينا عمر يرتعد ويقول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم صاح ملء صوته يا سارية ألجأ الجبل، ثم لم يلبث ان قبل صدر أمير المؤمنين ونزلا وهو ضاحك، وأمير المؤمنين يقول له: إفعل ما زعمت يا عمر انك فاعله وأن لا عهد لك ولا وفاء، فقال له امهلني يا أبا
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 175 176 ... » »»
الفهرست