شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٥٤
الخبر باللام المفيد للحصر، وضمير الفضل المؤكد له، ويندفع به ما عسى أن يتوهم من أن التفضيل انما يتعارف إذا كان المفضل من جنس المفضل عليه، والنية ليس من جنس العمل.
* الأصل 5 - وبهذه الاسناد قال: سألته من قول الله عز وجل: (إلا من أتى الله بقلب سليم) قال: القلب السليم الذي يلقى ربه وليس في أحد سواه، قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنما أراد بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.
* الشرح قوله: (وليس فيه أو سواه) أي شغل بربه عن غيره من المال والوالد وغيرهما كمال قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون».
قوله: (وكل قلب فيه شرك) لعبادة النفس والشيطان أو شك لميله إلى الدنيا وحبه لها وان كان فارعا عنها فهو ساقط عن الاعتبار أو عن قرب الحق، وانما أرادوا بالزهد في الدنيا وتركها لتفرغ قلوبهم للآخرة وتتفكر في أمرها وما يوجب النجاة والترقي فيها من ذكر الله وطاعته في الظاهر والباطن فلا فائدة في تركها ظاهرا مع اشتغال القلب بها وحبه لها وميله إلى عبادة النفس والشيطان.
وقال بعض الحكماء: اثنان في العذاب سواء غني حصلت له الدنيا فهو بها مشغول مهموم، وفقير زويت عنها فنفسه تنقطع عليها حسرات فلا تجد إليها سبيلا. والحاصل أن ترك الدنيا لتطهير القلب عن حبها وعن طاعة النفس والشيطان وتصفيته عن غيره تعالى لينمو فيه بذر المحبة والذكر و يرتقى إلى المقام القرب ولا يتحقق ذلك بالقلب الملوث بشهواتها كالبذر في أرض السبخة.
* الأصل 6 - بهذا الإسناد، عن سفيان بن عيينة، عن السندي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال ما أخلص العبد الإيمان بالله عز وجل أربعين يوما - أو قال ما: أجمل عبد ذكر الله عزوجل أربعين يوما - إلا زهده الله عز وجل في الدنيا وبصره داءها ودواءها فأثبت الحكم في قلبه وأنطق بها لسانه، ثم تلا: (ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين) فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلا ومفتريا عيل الله عز وجل وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أهل ليته صلوات الله عليه إلا ذليلا.
* الشرح قوله: (ما أخلص العبد الايمان بالله) لعل المراد بالعبد العبد العالم الاخلاص مرتبة عالية
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428