شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٥٠
* الشرح قوله: (يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان) كان هو راجع إلى المقصود بقرينة المقام والهدى الطريقة الإلهية والشريعة النبوية، والحسنات والسيئات شاملتان لجميع ما تقدم ولذلك اقتصر بذكرهما في قوله «فما كان من حسنات فلله وهو ما اراده الله تعالى ووقع له «وما كان من سيئات فللشيطان» وهو ما نهى الله عنه وأمر به ولم يقع له. وفيه ترغيب في مراقبة النفس في حركاتها وسكناتها ليمنعها عن السيئات ويحملها على الحسنات ويراعي الإخلاص والتقرب فيها بأن يفعلها لوجه الله لا لغيره لئلا تصير سيئات.
* الأصل 3 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول: طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قبله بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره.
* الشرح قوله: (طوبي) أي الجنة أو طيبها أو شجرتها أو العيش الطيب أو الخير لمن أخلص لله العبادة الدعاء وقصده بهما لا غيره. ولم يشغل قلبه عن الله وطاعته بما ترى عيناه من متاع الدنيا وزخارفها الشهية وصورها البهية ولم ينس ذكر الله بالقلب واللسان بما تسمع أذناه من الأصوات الداعية إلى الدنيا والكلمات المحركة عليها ولم يحزن صدره بما اعطى غيره من أسباب العيش وحرم هو، والاتصاف بهذه الصفات العلية انما يتصور لمن قطع عن نفسه العلائق الدنية، والله هو الموفق.
* الأصل 4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) قال: ليس يعني أكثر عملا ولكن أصوبكم عملا وإنما الإصابة خشية الله والنية الصداقة والحسنة، ثم قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل والنية أفضل من العمل، ألا وإن النية هي العمل، ثم تلا قوله عز وجل: (قل كل يعمل على شاكلته) يعني على نيته.
* الشرح قوله: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) قال الله تعالى (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة (ليبلوكم أيكم أحسن عملا» وصف نفسه أولا بان التصرف في
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428