شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٢٠
أبيات التزمتها له في الجنة، ثم أشار إلى الأعمال الأربعة على سبيل الاستيناف بقوله:
(انفق ولا تخف فقرا) فإنه لما رغب في الأربعة بذكر ثمرتها وهي أنها سبب لبناء بيت لصاحبها في الجنة صار محلا للسؤال فكان السايل قال ما هي حتى أفعلها فقال أنفق يعني انفق فضل مالك في ذوي الحاجات ولا تخف فقرا فإن الانفاق سبب للخلف والزادة وأيضا الفضل لا دخل له في الغني فلا يوجب فواته فقرا.
(وافش السلام في العالم) افشاء السلام، وهو الابتداء به على جميع الأنام إلا ما أخر به الدليل، سبب للألفة والالتيام وموجب لحسن المعاشرة وتكميل النظام، مع أنه عبادة في نفسه مطلوب في دين الإسلام (واترك المراء) أي الجدال والمنازعة.
(وان كنت محقا) وإن كان في المسائل العلمية بل هي أحق بترك المجادلة إلا بالتي هي أحسن كما قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن» وللنفس فيها مكائد عظيمة فالأولى تركها بالكلية إلا من شرفه الله تعالى بالنفس القدسية والكمالات العلمية والعملية فيمكن له التخلص من الأخلاق الرذيلة التي تحصل من المجادلة مثل التكبر والرياء والغضب والحسد والبغض والعجب وغيرها مما لا يخفى على المزاول لها ولهذا وردت الأخبار بالنهي عنها مطلقا رعاية للأكثر. (وانصف الناس من نفسك) وهو التزام العدل في المخالطة والمعاملة حتى يحكم بنفسه على نفسه وهو من أخص الصفات العدلية والفضائل البشرية، وبه يتم نظام العالم ويرتفع الجور في بني آدم.
* الأصل 3 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن جارود أبي المنذر قالت: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سيد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلا رضيت لهم مثله ومؤاساتك الأخ في المال وذكر الله على كل حال، وليس «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» فقط ولكن إذا ورد عليك شي، أمر الله عز وجل به أخذت به، أو إذا ورد عليك شيء نهي الله عز وجل عنه تركته.
* الشرح قوله: (انصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء لنفسك لهم مثله) من اتصف به لا يريد للناس إلا خيرا ويطلبه لهم بقدر الإمكان ويدفع عنهم شرا ويحكم لهم على نفسه لو كان الحق لهم ولا يأخذ منهم من المنافع إلا مثل ما يعطيهم ولا ينيلهم من المضار إلا مثل ما يناله منهم ( ومواساتك الأخ في المال) أي تشريكه وتسويته فيه يقال آسيته بمالي أي جعلته أسوة أقتدي أنا به ويقتدى هوبى وهو ينشأ من ملكة السخاء.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428