شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٦٢
القول من الله في الناس الذين لم يؤمنوا بهم فقال: فإن آمنوا، يعني الناس المذكورين بمثل ما آمنتم به يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) فقد اهتدوا كما اهتديتم، وان تولوا وأعرضوا عن الإيمان فإنما هم في شقاق الحق وهو المخالفة، فإن كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر. وقوله (بمثل ما آمنتم به) من باب التعجيز والتبكيت كقوله (فأتوا بسورة من مثله) إذ لا مثل لمن آمن بهم المؤمنون. وبعض المفسرين فسروا (ما أنزل إلينا) بالقرآن، وبعضهم فسروه بجميع ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو شامل لما نحن فيه على سبيل العموم.
* الأصل:
20 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) قال: «هم الأئمة (عليهم السلام) ومن اتبعهم».
* الشرح:
قوله (إن أولى الناس بإبراهيم) أي أخص الناس بإبراهيم وأقربهم منه للذين اتبعوه من امته وهذا النبي لموافقته له في أصول شريعته والذين آمنوا بهذا النبي إيمانا حقيقيا وهم الأئمة (عليهم السلام) ومن اتبعهم من الشيعة وفيه قطع لافتخار كل من نسب نفسه إليه في النسب، أو الذين مع مخالفته له في اصول شريعته التي من جملتها تعيين الخليفة، هذا إذ قرأ «النبي» بالرفع على أنه خبر بعد خبر ك‍ (إن)، وأما إن قرئ بالنصب على العطف بالهاء في «اتبعوه» أو بالجر على العطف بإبراهيم فيظهر معناه بأدنى تأمل ويتعين حينئذ تفسير الذين آمنوا بالأئمة لا بهم وبمن اتبعهم ويفتقر في قراءة الجر إلى تقدير، والسياق قرينة له فليتأمل.
* الأصل:
21 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينه، عن مالك الجهني، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله عز وجل: (واوحي إلي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ) قال: من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله (فأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) هذه الآية من جملة المتشابهات (1) التي لا

١ - قوله: «هذه الآية من جملة المتشابهات» ليس مفهوم الآية متشابها بوجه ومعناه الظاهر ما ذكره المفسرون وأن كل من بلغه دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) فهو مكلف بمتابعته، وبالجملة من بلغ عطف على الضمير المنصوب الظاهر في قوله تعالى: (أنذركم) وأما احتمال كونه عطفا على الضمير المستتر المرفوع في (أنذركم) فبعيد جدا لا يجوز أن يدفع به الظاهر. وإنما قلنا بعيد لأن إطلاق من بلغ وإرادة من بلغ الإمامة من غير أن يكون في اللفظ أو العقل قرينة عليه غير صحيح، وكان الشارح زعم الحديث صحيحا من جهة الإسناد يقطع به العذر ويثبت به الحجية ويترك به ظاهر القرآن، وليس كذلك لأن معلى بن محمد ضعيف ومالك بن أعين مجهول الحال، قيل: إنه ليس منا، وعلى فرض اعتباره لا يجوز حمل ظاهر القرآن على وجه غير بليغ مرغوب عنه عند الفصحاء. (ش)
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417