شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٦٠
عنه الآبي بأن العلو في حديث الحبر بمعنى السبق إلى الرحم لأن ما علا سبق، ويتعين تفسيره بذلك فإنه في حديث المرأة جعل العلو علة شبه الأعمام والأخوال وجعله في حديث الحبر علة الإذكار والإيناث فلو أبقينا العلو في حديث الحبر على بابه لزم مقتضى الحديث أن يكون العلو علة في شبه الأعمام والأخوال وفي الإذكار والإيناث، ولا يصح لأن الحس يكذبه لأنا نشاهد الولد ذكرا ويشبه الأخوال، ووجه الجمع بين أحاديث الباب أن يكون الشبه المذكور في هذا الحديث يعنى به الشبه الأعم من كونه في التذكير والتأنيث وشبه الأعمام والأخوال والسبق إلى الرحم علة التذكير والتأنيث، ويخرج من مجموع ذلك أن الأقسام أربعة: إن سبق ماء الرجل وعلا اذكر وأشبه الولد أعمامه، وإن سبق ماء المرأة وعلا انث وأشبه الولد أخواله، وإن سبق ماء الرجل وعلا ماءها اذكر وأشبه الولد أخواله، وإن سبق ماء المرأة وعلا ماءه انث وأشبه الولد أعمامه.
قوله (قال: هو الخضر (عليه السلام)) هو حي موجود، ومن امة نبينا (عليه السلام)، وكان نبيا وله شغل في هذا العالم، قال العياض: قد اضطرب العلماء في الخضر (عليه السلام) هل هو نبي أو ولي؟ واحتج من قال بنبوته بكونه أعلم من موسى (عليه السلام) إذ يبعد أن يكون الولي أعلم من النبي، وبقوله تعالى: (ما فعلته عن أمري) لأنه إذا لم يفعله بأمره فقد فعله بالوحي، وهذه هي النبوة، واجيب بأن ليس في الآية تعيين من بلغه ذلك عن الله تعالى فيحتمل أن يكون نبي غيره أمره بذلك، وقال المازري: القائل بأنه ولي القشيري وكثير.
وقال الشعبي: هو نبي معمر محجوب عن أكثر الناس، وحكى الماوردي فيه قولا ثالثا أنه ملك، قيل: والقائلون بأنه نبي اختلفوا في كونه مرسلا، فإن قلت: يضعف القول بنبوته بحديث «لا نبي بعدي» قلت: المعنى لا نبوة منشؤها بعدى والا لزم في عيسى (عليه السلام) حين ينزل فإنه بعده أيضا هذا كلامه.
وقال الثعلبي: قد اختلف فقيل كان في زمن إبراهيم (عليه السلام)، وقيل: بعده بقليل، وقيل: بعده بكثير، وقيل: إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن، وقال بعضهم: جمهور العلماء الصالحين على أنه حي وحكايات اجتماعهم به في مواضع الخير وأخذهم منه وسؤالهم عنه وجوابه لهم لا تحصى كثرة، وشذ بعض المحدثين فأنكر حياته. انتهى كلامه.
وقال الآبي في كتاب إكمال الإكمال: هو حي وحياته الطويلة جائزة، وفيه حكايات لا تحصى كثرة فمنها ما رواه مسلم أنه دخل على أم سلمة فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ذلك الخضر، ورووا أن زوجتيه إحداهما السوداء والاخرى البيضاء وأنهما الليل والنهار، ونقل عن بعض من رآه أنه سأله هل لك زوجة؟ فقال لي: زوجتان سوداء وبيضاء، ولم يذكر الليل والنهار، ونقل غير ذلك من الحكايات.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417