شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٢٣
* الأصل:
9 - علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني سفيان ابن محمد الضبعي قال: كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الوليجة وهو قول الله تعالى: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) قلت في نفسي لا في الكتاب: من ترى المؤمنين ههنا؟
فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع؟ فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم.
* الشرح:
قوله (قلت في نفسي لا في الكتاب من ترى المؤمنين ههنا؟) من ترى مقول قلت والخطاب لأبي محمد (عليه السلام) يعني قلت في نفسي: من ترى المؤمنين في الآية؟ وسألته في نفسي عن تفسير المؤمنين ولم اكتب ذلك وإضماره ذلك لأجل الاختبار وتحقيق ما سمع من أنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور.
قوله (الوليجة الذي قام دون ولي الأمر) يعني الوليجة كل من يقام مقام النبي (صلى الله عليه وآله) وهو ليس صاحب أمر الخلافة من قبله.
قوله (فهم الأئمة الدين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم) فيه إشارة إلى أن (يؤمنون) من الأمان.
والأمن ضد الخوف أي هم الذين يؤمنون من تبعهم أمانا لازما على الله فيجيز الله سبحانه أمانهم، ولا يرد وهم أوصياء النبي (صلى الله عليه وآله).
* الأصل:
10 - إسحاق قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد ضيق الحبس وكتل القيد (1) فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك فاخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال (عليه السلام)، وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في الكتاب فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم واطلبها فإنك ترى ما تحب إن شاء الله.
* الشرح:
قوله (إسحاق قال حدثني أبو هاشم الجعفري) إسحاق مشترك بين ثلاثة: (2) الأول إسحاق ابن

1 - في أكثر النسخ «كلب الصيد».
2 - قوله «إسحاق مشترك بين ثلاثة» والمراد هنا كما قال المجلسي - رحمه الله - هو إسحاق بن محمد النخعي المذكور في الخبر التاسع من هذا الباب وكذلك كل إسناد بعده مبدوء بإسحاق نقله الكليني عنه بواسطة علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله. وقال النجاشي بعد ذكر نسبه وهو معدن التخليط له كتب في التخليط وله كتاب أخبار السيد وكتاب مجالس هاشم وضعف هذه الروايات لا يضر بأصل المقصود لأن الاعتماد على نقل الكليني وقبول الناس وأنه يدل على اعتقاد الشيعة فيهم أمثال هذه الأمور في عصرهم وهو متواتر عنهم ولا يقدح في المتواتر ضعف الراوي وقد علم الموافق والمخالف أن الأئمة عند الشيعة أصحاب كرامات ومعجزات حتى نسبوا إليهم ادعاء علم الغيب فيهم مطلقا واحتاج علماؤنا إلى نفي ذلك عن أنفسهم أو أن الغيب لا يعلمه إلا الله وإنما يخبر الأئمة عليهم السلام عما ألهموا به من جانب الله تعالى كما قد يتفق لغير الأنبياء والأوصياء أيضا في الرؤيا أو يقظة، وقد ذكر ابن قبة على ما حكاه الصدوق في إكمال الدين أن علم الغيب خاص بالله تعالى ولا يدعيه أحد في غيره إلا كافر مشرك وأراد بذلك رد من نسب إلى الشيعة إثبات علم الغيب مطلقا في الأئمة مع أن ابن قبة ذكر في معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) إخباره بالغيب معجزة، وبالجملة لو لم يكن أمثال ما في هذه الروايات من الأخبار بالغيب معجزة صادرة عن الأئمة عليهم السلام ولم يكن الشيعة معتقدة به لم يكن علة لنسبة علم الغيب إليهم ولم يتصد ابن قبة وغيره لدفعه، والإخبار بالغيب معجزة غير دعوى العلم بالغيب مطلقا في جميع الأمور. (ش).
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417