شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٨
قوله (وذهبت بفضائلها) لعل المراد بفضائلها العدل في الحكم والرشد في الحق والتدبير في الأمر وغير ذلك من القوانين العدلية والنواميس الإلهية.
قوله (لم تفلل حجتك) منشأ فل الحجة وانقطاعها وزيغ القلب وميله إلى الباطل وضعف البصيرة عن الحق وعدم اهتدائه إليه وجبن النفس في إجراء الحدود والمعارك قلة العلم وضعف اليقين وعدم ملكة الشجاعة وقد كانت هذه الأمور أعني العلم واليقين والشجاعة فيه (عليه السلام) على أكمل المراتب وأعلاها وفي أرفع الدرجات وأسناها.
قوله (ولم تخر) الخر والخرور السقوط مطلقا أو من علو إلى سفل وفعله من باب نصر وضرب وفي بعض النسخ «ولم تخن» من الخيانة ووجه ذلك ظاهر لأن السقوط من الحق إلى الباطل دأب الغافلين والخيانة في الدين شأن الجاهلين وقد كان (عليه السلام) أعرف العارفين وأشرف العالمين وسيد الراشدين، وقوله «كنت كالجبل لا تحركه العواصف» أي الرياح الشديدة مثل يضرب لمن ثبت في أمره لضياء عقله وكمال علمه وقوة حلمه بحيث لا تحركه الآراء ولا تزعجه الأهواء.
قوله (كنت كما قال (عليه السلام) - الخ) للناس في صحبة الغير مفاسد منشاؤها انحرافه عن الدين وضعفه في اليقين ولما كان (عليه السلام) أمينا في الدين وقويا في اليقين كان الناس آمنين في صحبته راشدين في خلته واثقين بعدله في تقسيم ما في يده من بيت المال وغيره.
قوله (لم يكن لأحد فيك مهمز) المهمز الغيبة والوقيعة في الناس وذكر عيوبهم والمهمز موضعه وهو ما يهمز به والغمز العصر والكبس باليد والإشارة بها وبالعين والحاجب.
والطمع قد يتعلق بالحق والباطل والمراد به هنا هو الثاني وعدم تحقق هذه الأمور فيه ظاهر لأنه (عليه السلام) كان منزها عن جميع المعائب والنقائص.
قوله (ولا لأحد عندك هوادة) أي سكون في الباطل وميل إلى الجور ورخصة في الظلم والهوادة السكون والميل والرخصة.
قوله (وأمرك حلم وحزم) الحلم الأناة والتثبت في الأمور والحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته من قولهم حزمت الشيء أي شددته وهما من شعار العقلاء ودثار العلماء الذين يرون آخر الأمر في أوله وأوله في آخره.
قوله (ورأيك علم وعزم فيما فعلت) لعل المراد بالرأي هنا ما ارتآه الإنسان واعتقد أي فكر فيه وتأنى ثم اعتقده، والعزم على الشيء تأكد إرادته والجد فيه أي رأيك فيما فعلت واعتقادك فيه علم لا ظن وتخمين وعزم عليه لاشتماله على مصالح جمة لا تردد فيه لأن الظن والتردد من صفات العاجز الذي لا دراية له بحقائق الأشياء ومنافعها وحسن عواقبها.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417