والنبات المعروف (بالحشيشة) اتفق علماء عصرنا وما قبله من العصور التي طهرت فيها (1) على تحريمها (2). وهل هي لافسادها، فيعزر فاعلها، أو لاسكارها، فيحد؟
قال بعض العلماء (3): وهي إلى الافساد أقرب، لان فعلها السبات (4)، وزوال العقل بغير عربدة، حتى يصير شاربها أشبه شئ بالبهيمة.
ولقائل أن يقول: لا نسلم أن الحد منوط بالعربدة والنشوة، بل يكفي فيه زوال العقل، وقد اشتهر زوال العقل بها، فيترتب عليه الحد. وهو اختيار الفاضل في القواعد (5). وقد حد بعضهم (6) السكر: بأنه اختلال الكلام المنظوم وظهور السر المكتوم. وفي المشهور أن هذا حاصل فيها (7).