إعلام الخائض - السقاف - الصفحة ٢٤
فهو صحيح وإلا فلا، وهنا لم يحالفه الحظ ولم يوافقه الدليل وآثار الصحابة التي ستأتي بخلافه، وابن كثير يعرض في تفسيره الغث والسمين، ففيه الأقوال الراجحة والأقوال المرجوحة وما ذكره في هذه المسألة قول ضعيف مرجوح.
(ثانيا): عن حكيم بن حزام: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
" لا تمس القرآن إلا وأنت على طهر " (صحيح) رواه الدارقطني (1 / 122) والحاكم بلفظ: " إلا وأنت طاهر " وصححه (3 / 485) وأقره الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1 / 276) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سويد أبو حاتم ضعفه النسائي وابن معين في رواية ووثقه في رواية، وقال أبو زرعة ليس بالقوي حديثه حديث أهل الصدق، ا ه‍ قلت: معناه أن حديثه حسن (5). ترقى للصحيح بشواهده.

(٥) قلت: سويد بن إبراهيم أبو حاتم حديثه عن قتادة ضعيف وعن غيره حسن الا ما نصوا على ضعفه، ولذلك قال الحافظ ابن عدي في الكامل (٣ / ١٢٥٧) في صدر ترجمته: حديثه عن قتادة ليس بذاك. ا ه‍.
وأورد له عن قتادة أحاديث وقال في آخر ترجمته: وهو إلى الضعف أقرب ا ه‍ أي في روايته عن قتادة، وخصوصا أن ابن معين قال عنه في رواية: ليس به بأس، وذكره الحافظ ابن شاهين في الثقات (٥٢٦)، فحديثه حسن وخصوصا إذا كانت له شواهد أو متابعات وهو في هذا الحديث كذلك، فمن شواهده:
أ - ما رواه الطبراني في المعجم الكبير (٩ / ٣٣) من حديث عثمان بن أبي العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (.. ولا تمس القرآن إلا وأنت طاهر. قال الهيثمي في المجمع (٣ / ٧٤) رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن سليمان وقد ضعفه جماعة من الأئمة ووثقه البخاري اه‍.
قلت: هشام بن سليمان من رجال البخاري ومسلم، والصحيح أن كلام الحافظ الهيثمي في إسماعيل بن رافع شيخه فهو الذي وثقه البخاري وضعفه جماعة من الأئمة، وقال عنه الساجي: مدوق يهم في الحديث.
ب - ومما يؤيده ويشهد له أثر سيدنا سلمان رضي الله عنه الذي رواه البيهقي في السنن (١ / ٨٨): عن أبي يزيد عن سلمان: " أنه قضى حاجته فخرج ثم جاء فقلت له: لو توضأت لعلنا نسألك عن آيات. قال: إني لست أمسه، لا يمسه إلا المطهرون، فقرأ علينا ما شئنا " ا ه‍ قال الحافظ ابن حجر في الدراية (١ / ٨٨) أخرجه الدارقطني وصححه. ١ ه‍.
أقول: انظر سنن الدارقطني (١ / ١٢٣ - ١٢٤):
ج - كذا يشهد له ويؤيده أثر سيدنا سعد بن أبي وقاص في منع المحدث من مس القرآن، وهو عند البيهقي (١ / ٨٨) وفي موطأ الامام مالك (١ / ٤٢ برقم ٥٩) وسنده صحيح وسيأتي في آثار الصحابة.
د - ويشهد له أيضا ما رواه البيهقي في سننه (١ / ٨٨) بسند صحيح عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال: " كان في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: (أن لا تمس القرآن الا على طهر.
وادعى ابن التركماني (المشاغب) في تعليقه على البيهقي أن السند منقطع، وأبهم محل الانقطاع وليس كذلك، فمعمر الذي رواه عن عبد الله بن أبي بكر توفي سنة (153) عن ثمان وخمسين سنة ولم يعرف بتدليس انظر تهذيب التهذيب (10 / 220 دار الفكر) و عبد الله بن أبي بكر بن حزم توفي سنة (135) عن سبعين سنة كما في تهذيب الكمال (14 / 351) فالمعاصرة حاصلة فتأمل.
وقال الشيخ ابن دقيق العيد في الامام: وقوله فيه عن جده يحتمل أن يراد به جده الأدنى وهو محمد بن عمرو بن حزم، يحتمل أن يراد به جده الاعلى وهو عمرو بن حزم، لان ما يكون متصلا إذا أريد الاعلى، لكن قوله كان فيما أخذ عليه رسول الله صلى الله وعليه يقتضي انه عمرو بن حزم، لأنه الذي كتب له الكتاب. ا ه‍.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست