بن علي: أن عمر لما دون الدواوين قال: بمن ترون أبدأ؟ قيل له: ابدأ بالأقرب فالأقرب بك، قال: بل أبدأ بالأقرب فالأقرب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رواه الشافعي.
قوله: لأفضلنهم على من بعدهم فيه إشعار بمزية البدريين من الصحابة، وأنه لا يلحق بهم من عداهم وإن هاجر ونصر لحديث: إن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وقد تقدم هذا الحديث وشرحه. قوله: إنما هاجر به أبوه فيه دليل على أن الهجرة التي يستحق بها كمال أجر الدين والدنيا وهي التي تكون باختيار وقصد لا مجرد الانتقال من المكان إلى المكان، فإن ذلك وإن كان هجرة في السورة والحقيقة لكن كمال الاجر يتوقف على ما قدمنا، ولهذا جعل عمر هجرة ابنه عبد الله كلا هجرة، وقال: إنما هاجر به أبوه، مع أنه قد كان مميزا وقت الهجرة. قوله: ما ينضجون بضم أوله ثم نون ثم ضاد معجمة ثم جيم، أي لم يبلغوا إلى سن من يقدر على الطبخ، ومع ذلك فليسوا بأهل أموال يستغنون بغلتها، ولا أهل مواش يعيشون بما يحصل من ألبانها وأدهانها وأصوافها.
قوله: الضبع بضم الباء وسكونها هي مؤنثة اسم لسبع كالذئب معروف، ولكن ليس ذلك هو المراد هنا، إنما المراد السنة المجدبة، قال في القاموس: والضبع كرجل السنة المجدبة. قوله: خفاف بكسر الخاء المعجمة وفاءين خفيفتين بينهما ألف، وايماء بفتح الهمزة وكسرها والكسر أشهر وسكون الياء. قوله: فوقف معها عمر أي لم يجاوز المكان الذي سألته وهو فيه، بل وقف حتى سمع منها، ثم انصرف بعد ذلك لقضاء حاجتها. والمراد بالنسب القريب الذي يعرفه السامع بلا سرد لكثير من الآباء، وذلك إنما يكون في الاشراف المشاهير. قوله: وجعل بينهما نفقة أي دراهم، قال في القاموس:
النفقة ما تنفقه من الدراهم ونحوها. قوله: ثكلتك أمك قال في القاموس: الثكل بالضم:
الموت والهلاك وفقدان الحبيب أو الولد ويحرك، وقد ثكله كفرح، فهو ثاكل وثكلان ، وهي ثاكل وثكلانة قليلة، وثكول وأثكلت لزمها الثكل فهي مثكل من مثاكيل انتهى. قوله: نستفئ قال في النهاية: أي نأخذها لأنفسنا ونقتسمها. قوله: بل أبدأ بالأقرب فالأقرب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه مشروعية البداءة بقرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتقديمهم على غيرهم.