عبد الواحد المسمعي نا المعتمر - هو ابن سليمان - (قال) (1) قرأت على الفضيل (بن ميسرة) (2) عن أبي حريز قال: إن الشعبي حدثه ان النعمان (بن بشير) (3) حدثه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الخمر من العصير. والزبيب. والتمر. والحنطة. والشعير. والذرة، وانى أنهاكم عن كل مسكر. أبو حريز - هو عبد الله بن الحسين - قاضى سجستان (4) روى عن عكرمة. والشعبي، وروى عنه الفضل بن ميسرة وغيره، فهذا نص كنصهم وزائد عليه ما لا يحل تركه، وقد صح عنه عليه السلام أنه قال: (كل مسكر خمر) * والثاني انهم قالوا: ليس ما طبخ من عصير العنب ونبيذ ثمر النخل إذا ذهب ثلثاه خمرا وان أسكر، فتحكموا في الخبر الذي أو هموا انهم تعلقوا به (5) تحكما ظاهر الفساد بلا برهان وبطل تعلقهم به إذ خالفوا ما فيه بغير نص آخر وخرج عن أن يكون لهم في شئ من جميع ذلك متعلق (6) أو من الناس سلف، وبالله تعالى التوفيق * وموهوا في إباحة ما طبخ حتى ذهب ثلثاه وبقى ثلثه من عصير العنب أسكر بعد ذلك أولم يسكر بروايات * منها ما روينا من طرق ثابتة إلى إبراهيم عن سويد بن غفلة قال:
كتب عمر إلى عماله ان يرزقوا الناس الطلاء ذهب ثلثاه وبقى ثلثه (7) * وأخرى من طريق الشعبي عن حيان الأسدي انه رأى عمارا قد شرب من العصير ما طبخ حتى ذهب ثلثاه وبقى ثلثه وسقاه من حوله * ومن طريق قتادة ان أبا عبيدة بن الجراح. ومعاذ بن جبل كانا يشربان الطلاء ما طبخ حتى ذهب ثلثاه * وعن أبي الدرداء. وأبي موسى مثل ذلك (8) * وعن علي أنه أنه كان يرزق الناس طلاء يقع فيه الذباب فلا يستطيع ان يخرج منه (9) * وعن جماعة من التابعين مثل هذا * واحتجوا في هذا بخبر عن ابن سيرين في مقاسمة نوح عليه السلام إبليس الزرجون لإبليس الثلثان ولنوح الثلث * ومن طريق أنس بن مالك مثل هذا (10) * قال أبو محمد: لم يدرك أنس ولا ابن سيرين نوحا بلا شك ولا ندري ممن سمعاه ولو سمعه أنس من النبي صلى الله عليه وسلم ما استحل كتمان اسمه فسقط الاحتجاج بهذا، ولو صح هذا لكان متى