مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٨٤
إن كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع، وإن كان ليشد عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى شد فيها الأسد.
فمكث مليا من النهار والناس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه، فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن: ثكلتكم أمهاتكم! ماذا تنتظرون به، أقدموا عليه.
فكان أول من انتهى إليه زرعة بن شريك التميمي فضرب كتفه اليسرى وضربه حسين على عاتقه فصرعه.
وبرز له سنان بن أنس النخعي فطعنه في ترقوته، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره، فخر الحسين صريعا ثم نزل إليه ليحتز رأسه ونزل معه خولي بن يزيد الأصبحي فاحتز رأسه ثم أتى به عبيد الله بن زياد، فقال:
أوقر ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذا ينسبون نسبا قال: فلم يعطه عبيد الله شيئا (1).
قال: ووجدوا بالحسين ثلاثا وثلاثين جراحة، ووجدوا في ثوبه مائة وبضعة عشر خرقا من [61 / أ] السهام وأثر الضرب.
وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، وله يومئذ ست وخمسون سنة وخمسة أشهر.
وكان جعفر بن محمد يقول: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقتل مع الحسين اثنان وسبعون رجلا، وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلا.
وقتل مع الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قتله سنان بن أنس النخعي، وأجهز عليه وحز رأسه الملعون خولي بن يزيد الأصبحي.
والعباس بن علي بن أبي طالب الأكبر، قتله زيد بن رقاد الجنبي وحكيم السنبسي من طي.

(1) حكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص 256 عن الطبقات.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست