مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٩٥
فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس [67 / ب] يعزونه فقال:
إنه ليعدل عندي مصيبة الحسين شماتة ابن الزبير، أترون مشي ابن الزبير إلي يعزيني؟ إن ذلك منه إلا شماتة.
299 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال فحدثني ابن جريح، قال: كان المسور بن مخرمة بمكة حين جاء نعي الحسين بن علي فلقي ابن الزبير، فقال له:
جاءك ما كنت تمنى موت حسين بن علي، فقال ابن الزبير: يا أبا عبد الرحمن تقول لي هذا؟! فوالله ليته بقي ما بقي بالجما حجر، والله ما تمنيت ذلك له.
قال المسور: أنت أشرت عليه بالخروج إلى غير وجه! قال: نعم أشرت عليه ولم أدر أنه يقتل! ولم يكن بيدي أجله، ولقد جئت ابن عباس فعزيته فعرفت أن ذلك يثقل عليه مني، ولو أني تركت تعزيته، قال: مثلي يترك لا يعزيني بحسين، فما اصنع، أخوالي وغرة الصدور علي! وما أدري على أي شئ ذلك؟!
فقال له المسور: ما حاجتك إلى ذكر ما مضى ونثه، دع الأمور تمضي وبر أخوالك فأبوك أحمد عندهم منك.
300 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد ابن عمير، عن رجل، قال سمعت ابن عباس وعنده محمد بن الحنفية وقد جاءهم نعي الحسين بن علي وعزاهم الناس، فقال ابن صفوان: إنا لله وإنا إليه راجعون، أي مصيبة، يرحم الله أبا عبد الله وآجركم الله في مصيبتكم، فقال ابن عباس: يا أبا القاسم، ما هو إلا أن خرج من مكة [68 / أ] فكنت أتوقع ما أصابه، قال ابن الحنفية: وأنا والله، فعند الله نحتسبه، ونسأله الأجر وحسن الخلف.
قال ابن عباس: يا أبا صفوان أما والله لا يخلد بعد صاحبك الشامت بموته، فقال ابن صفوان: يا أبا العباس، والله ما رأيت ذلك منه ولقد رأيته محزونا بمقتله، كثير الترحم عليه، قال: يريك ذلك لما يعلم من مودتك لنا، فوصل الله رحمك، لا يحبنا ابن الزبير أبدا، قال ابن صفوان: فخذ بالفضل فأنت أولى به منه.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست