فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٣ - الصفحة ٥١٦
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد. روى كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن كيفية الصلاة عليه فأمرهم (1) بذلك قال الصيدلاني ومن الناس من يزيد وارحم محمدا: وآل محمد كما رحمت على إبراهيم وربما يقول كما ترحمت على إبراهيم قال وهذا لم يرد في الخبر وهو غير فصيح فإنه لا يقال ترحمت عليه وإنما يقال رحمته وأما الترحم ففيه معنى التكلف والتصنع فلا يحسن اطلاقه في حق الله تعالى * ثم يستحب الدعاء في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأن يدعو بما شاء من أمر الدنيا والآخرة خلافا لأبي حنيفة حيث قال لا يدعو الا بما يشبه ألفاظ القرآن والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يدعو بما يشبه كلام الناس ومن أصحابه من قال يجزى الدعاء بما لا يطلب الا من الله تعالى فاما إذا دعا بما يمكن أن يطلب من الآدميين بطلت صلاته: وقال احمد إذا قال اللهم ارزقني جارية حسناء ونحو ذلك فسدت صلاته * لما روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في آخر حديث التشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) (2) وروى أنه قال (وليدع بعد ذلك بما شاء) والأفضل أن يكون دعاؤه لأمور الآخرة وما ورد في الخبر أحب من غيره ومن ذلك (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت وما أسرفت وما أنت اعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»
الفهرست