فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٧
كقوله يا الله أو يقول اللهم اغفر لي ونحوه من الأدعية لنا أنه صلى الله عليه وسلم (كان يبتدئ الصلاة بقوله الله أكبر) هكذا روته عائشة رضي الله عنها وقد قال صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) (1) روى أنه صلى الله عليه وسلم قال (لا يقبل الله صلاة أحدكم حتى يضع الطهور مواضعه ويستقبل القبلة فيقول الله أكبر) (2) وحكى القاضي ابن كج وجها لأصحابنا أنه تنعقد الصلاة بقوله الرحمن أكبر والرحيم أكبر كله اعتبر لفظ الكبرياء على ذلك ولم يعتبر اسما من أسماء الله تعالى بخصوصه ولو قال الله الأكبر أجزأه لان زيادة الألف واللام لا تبطل لفظة التكبير ولا المعني بل قول القائل الله الأكبر يشتمل على ما يشتمل عليه قوله الله أكبر مع زيادة مبالغة في التعظيم للاشعار بالاختصاص والزيادة التي لا تغير النظم لا المعنى لا تقدح كزيادة المد حيث يحتمله وكقوله الله أكبر من كل شئ أو أكبر أو أجل وأعظم وقال مالك واحمد لا يجزئه قوله الله أكبر لظاهر الخبر السابق وحكي قول عن القديم مثل مذهبهما وممن حكاه القاضي أبو الطيب الطبري ذكران أبا محمد الكرابيسي نقل عن الأستاذ أبي الوليد روايته فليكن قوله فلا بأس مرقوما بالميم والألف والقاف ولو قال الله الجليل أكبر ففي انعقاد الصلاة به وجهان أظهرهما الانعقاد لأن هذه الزيادة لا تبطل اسم التكبير ومعناه فأشبه الزيادة في قوله الله الأكبر والثاني المنع لتغير النظم منها بخلاف قوله الله الأكبر فان الزائد ثم غير مستقل ولا مفيد ويجرى هذا الخلاف فيما إذا أدخل بين كلمتي التكبير شيئا آخر من نعوت الله تعالى بشرط أن يكون قليلا كقوله الله عز وجل أكبر وما أشبهه فاما إذا كثر الداخل بينهما كقوله الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس أكبر
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست