يعلم أن المشار إليه أصل الاعلام مطلقا أو هو استحبابه، وعلى أي حال فظاهر بعض الروايات هو وجوب الاعلام.
فعن عمران بن ميثم أو صالح بن ميثم عن أبيه إن امرأة أقرت عند أمير المؤمنين عليه السلام بالزنا أربع مرات فأمر قنبرا فنادى بالناس فاجتمعوا وقام أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله فعزم عليكم أمير المؤمنين لما خرجتم وأنتم متنكرون ومعكم أحجاركم لا يتعرف منكم أحد إلى أحد فانصرفوا إلى منازلكم إن شاء الله قال: ثم نزل فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس معه متنكرين متلثمين بعمائمهم وبأرديتهم والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتى انتهى بها والناس معه إلى الظهر بالكوفة (1).
وفي مرفوعة أحمد بن محمد بن خالد المذكورة آنفا: ثم نادى في الناس يا معشر المسلمين اخرجوا ليقام على هذا الرجل الحد ولا يعرفن أحدكم صاحبه (2)..
ومنها خبر أصبغ بن نباته أن رجلا أتى أمير المؤمنين عليه السلام فأقر عند بالزنا ثلاث مرات فقال له: اذهب حتى نسأل عنك. إلى أن قال: ثم عاد إليه. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني. فقال: إنك لو لم تأتنا لم نطلبك ولسنا بتاركيك إذ لزمك حكم الله عز وجل. ثم قال: أيها الناس إنه يجزي من حضر منكم رجمه عمن غاب فنشدت الله رجلا منكم يحضر غدا لما تلثم بعمامته حتى لا يعرف بعضكم بعضا وأتوني بغلس حتى لا يبصر بعضكم بعضا فإنا لا ننظر في وجه رجل ونحن نرجم بالحجارة قال: فغدا الناس كما أمرهم (3). وعن الصادق عليه السلام: إن رجلا جاء إلى عيسى بن مريم عليه السلام