تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٥٨
وربما تفسد منابت الشعر دائما فتبرأ ولا ينبت (ومنها) الشهدية تثقب جلد الرأس كثقوب قرص الشهد (ومنها) ما يشبه التين تشقيقا وتبزيرا وأصولها ما عرفت (ومنها) ما يحمر معها الجلد بالغا ويسيل الدم معه عند إزالة الشعر ويختلف كثيرا بحسب الانسان والبلدان والأزمنة ويعود إلى ما قلناه (العلاج) بعد التنقية التامة حجم الرأس في الرطب وإزالة ترطيبه في الرطب وترطيبه في اليابس بمثل الألعبة والشحوم، ومن المجرب للرطب منها المر والمقل والصبر وحب البان وعروق صفر تعجن بالخل وبول الانسان ويطلى مرارا ويغسل بعدها بطبيخ الترمس والليابس دقيق الشعير المحرق والخل مع الشمع طلاء والكافور والحناء بعد فركه عن اليد طلاء بشحم الماعز والزرنيخ الأصفر ويدهن بعده بدهن البطم [سبل] سيأتي في أمراض العين وهو من أمراض الملتحمة والقرنية يكون بينهما كالغبار المنتسج وغير المستحكم منه لا يمنع البصر وإن أضعفه والغليظ يدرك منتسجا على الحدقة قد امتلأت عروقه ماء كدرا وغايته أن يبيض العين ويحجب البصر وهو إما رطب إن صحبته الدمعة والثقل وإلا فيابس وسببه إما من خارح كضربة أو سقطة أو داخل كضعف الدماغ وتراكم البخار وفساد الخلط (العلاج) يبدأ بالفصد في الدموي ويلازم التليين مطلقا ثم يلقط الغليظ بشرط أن ينظف وإلا عاد ويكتفى في الرقيق وما بقى من المكشوط بالاحكال الحادة مثل الباسليقون وبرود النقاشين والروشنايا فان أعقبت حدة الاكحال تغيرا في الدماغ يخاف معه انصباب المادة قوى بمامر ولطفت الاكحال فيقتصر على الذرور الأبيض وأشياف الآبار الأخضر.
ومن المجرب الناجب فيه من تراكيبنا هذا الكحل. وصنعته: عصارة الرجلة وقثاء الحمار جافتين من كل جزء أنيسون قرنفل زفت من كل نصف جزء تنخل بالحرير وتغمر بخل قد طبخ فيه قشر بيض يومه بالغا وترك عشرة أيام بلا تصفية ثم صفى واستعمل فان شئت شيفت به الحوائج وإن شئت غمرته كلما جف خمس مرات ثم نخلته ورفعته وهى من الاسرار المخزونة وينبغي لصاحب هذا المرض دخول الحمام على الريق دون إطالة فيه وفصد عرق الجبهة وتقليل الشم والسعوط والحركة والبعد عن الشمس والنار وقد صرح الرازي بأنه موروث [سوء القنية] تقدم في الاستسقاء أنه مقدمته [سوء الهضم] تقدم في حرف الميم في المعدة [سرطان] تقدم في البثور في حرف الباء وهو يخص القفا غالبا وسيأتى ذكر نوع منه في أمراض الرحم [سدد] تقدم أيضا في المعى [سم] هو إما وارد على البدن أولا كالواقع بالسهام المسمومة أو على الملابس أو على المزاج أولا وذلك بالتناول ولا ثالث لهما. فلنقل في أحكام السموم قولا شافيا. حقيقة السم كل فاعل بصورته وجوهره مضاد للحياة وهو يحرق الدم أولا ويطفئ الغريزية ثانيا وحين يأتي على القلب فقد تم أمره فاذن القاعدة في علاجه أخذ كل قلبي مفرح مناسب للحياة طبعا ومشاكل للغريزية وهو لا يعمل مع الشبع ولا مع الحار والمالح والحلو فينبغي لمن خاف منه تحرى ذلك والسبق بكل ما يحفظه كدواء المسك والمثر والترياق وما ركب من الطين المختوم وحب الغار والجنطيانا وكذا التين والجوز والملح والسذاب متساوية والشونيز مع السلجم البرى إذا سحقا بمثل كل ثلاث من التين الأبيض فكل ذلك حافظ للروح والقوى إذا استعمله من يخاف ذلك وكذا العوسج المطبوخ بالشراب. واعلم أن السموم ترد على الأبدان من جهات أشدها المتناولات لمخالطتها الروح وقد وضعوا علامات بالتجارب والقياس يعرفها الفطن وذلك أن كل طعام تغير بسرعة أو تكرج وتلعب أو ترشحت منه رطوبات أو كان حلوا فظهر عليه حدة ولعاب أو حامضا فمثل الدارات والنجوم وكل ما تخالف لونه الأصلي بلا موجب كغبرة نحو اللبن وبياض التمر هندي ونسج نحو العنكبوت على نحو المشوى أو المقلو أو مثل قوس
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197