تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٦١
الزراوند المدحرج وبزر الحند قوقا والكرسنة والسذاب البرى متساوية معجونة بالخل إلى مثقال بالشراب خلصه. ويليها (العقارب) لأنها تقرب من فعلها وربما قتلت خصوصا الحرارة وسم العقارب بارد يقتل بالتجميد وقيل إن منها ما سمه حار كالأفاعي وهو يبرد ويخدر ويرخى ويكثر العرق وكثيرا ما يسكن طورا ويشتد أخرى والجرارة لا تؤلم أولا ولكن بعد يومين تؤلم وتقرح (وعلاجها) شرط العضو والمص بالمحاجم والدلك بالخل والثوم والملح والقطران أيها حصل وكذا ورق القرع، ومن المجرب شرب الزيت محلولا فيه قليل الأفيون، وحمل شعر صبي إذا أخذ بعد أربعين يوما وقيل ثلاثة أشهر مع شئ من الغاريقون وحبة بندق مثلثة في خرقة خضراء طلسم مانع من العقرب ما دام محمولا. ومن شرب الهندبا البرى والكسفرة اليابسة وورق التفاح الحامض متساوية سكنت لوقتها (وأما الرتيلاء) فشرها الصغرى وذات الخطوط البراقة وشر العناكب القصار السود فالطوال البيض وما عدا ذلك سهل والكل دون ما ذكر وعلاجه المص والدلك بمطلق الادهان في الحار والضماد بورق الآس وحبه والسذاب والشونيز شربا وضمادا. وأما القضابة وسام أبرص فكلاهما تبقى أسنانه في المحل ويحدثا حمرة وخضرة في الموضع وكربا وغثيانا وعلاجه قلع ذلك بالدلك بنحو الصوف ويطلى المحل بسحيق بزر قطونا ودهن الورد فان عظم شرط ومص ودلك وعرق (وأما الزنابير) فالقاتل منها نوع كالبازي وآخر رأسه أسود فيه دوائر كثيرة خصوصا إذا وقع على فأرميت ثم لدغ وعلاجه أكل كل مبرد خصوصا الأفيون والكافور والثلج أكلا ودلكا وفتيلة ويبرد المحل كثيرا بالطين والطحلب وماء الكزبرة الرطبة وهذا القدر كاف في علاج النحل والزلافط وأما عض مطلق الحيوانات فعلاجه. علاج القروح ويجب التحرز غالبا من عض الحشرات والمخدرات خصوصا ابن عرس وما كلب من الحيوان فمعلوم الضرر. والكلب في الحيوان كالماليخوليا في الانسان وغالب وقوعه في الكلاب ولذلك اعتنت به الأوائل (ومن العلاج الناجب في سائر العضات) تضميدها بالخل والملح والبورق والثوم والبصل والسلق والجرجير وشعر الانسان أيها وجد، والمكلوب يجتهد أن يبقى جرحه مفتوحا ويعالج بكل ما ينقى الخلط السوداوي وكبد الكلب مشويا أكلا ودمه شربا ونابه تعليقا ولحم ابن يوم منه إذا دق بدقيق الشعير واستعمل كل ذلك مجرب وشرب أربعة قراريط من الخولان كل يوم إلى أربعين يخلص ومن الشونيز درهمان وقدر نقص الذراريح غير المسمومة فيخلط منها قيراط مع مثله من النوشادر ومثله من الرازيانج ويسقى فيخرج قطع الدم مختلفة مع البول ويخلص والمكلوب إذا رأى في المرآة صورة كلب أو خاف من الماء أسبوعا فلا علاج له ولا يؤمن غائلة الكلب قبل ستة أشهر وغالب ما يقع في الحارة وإذا استدارت العين واحمرت أو شيب بياضها بخضرة فمكلوب وإن شك في العضة هل هي من مكلوب أم لا فغمست بدمها لقمة ورميت إلى الكلب ولم يأكلها فمكلوب، وكذا الجوز والشاه بلوط إذا وضعا عليها ليلة وأطعمتها دجاجة وماتت فمكلوب والحيوان المكلوب يدلع لسانه ويسيل لعابه ويطرق رأسه وتحمر عيناه ويمنع القرار والاكل [سيميا] هو علم باحث عن علوم كثيرة تبلغ ثلاثين بابا أجلها علم النواميس وكيفية أعمالها، ثم المحاريق ثم التدخينات والتعافين والمراقيد والاخفاءات وغيرها مما له مدخل في هذا العلم وهل هو محتاج إلى الطب أم لا والذي يظهر أنه محتاج إليه لان عنصر أجزائها من أفراد الطب ومركباته ولا بأس بذكر نبذة يسيرة هنا كيلا يخلو هذا الجزء من فائدة، فقد ذكر في كتاب الإشارات والمقلات في علم السيميا لأنه لا يكاد أحد يأتي بعلمها ولا يفهم تأويلها إلا من اختاره الحق واصطفاه وأراد أن يكون من أهل السيميا والأعمال.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197