تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٢٨
مكانه والامتحان قد يكون ببول أو بغيره من السيالات المائعة إما بحتة أو ممزوجة بعضها ببعض أو ببول إنسان وكيف كانت فلا دلالة فيها لما مر فإذا عرفت احترزعنها، فما كان فيه كالقطن المنفوش وكان عادم الزبد فبول جمل أو إلى البياض والصفرة فغنم أو كالسمن الذائب مع كدورة فحمار أو صفا أعلاه على حد النصف ففرس أو وجد فيه لطخات فعسل ونحو سحابة لا تنتقل بالتحريك فنحو سكنجبين أو مال زبده إلى الصفرة فبصل كذا قالوه وليس على إطلاقه لما في بعض البول من ذلك أو كان رسوبه إلى جانب واحد فماء تبن. وحاصل الامر أن بول غير الانسان لا يستدير رسوبه ولا يفنى زبده ولا توجد فيه العروق الشعرية واللبن لا يغش به لأنه لا ينفك حين يمكث عن زبد يعم الاناء وتتساوى أجزاؤه بخلاف غيره وما كان على رأسه صبابات متقطعة خصوصا بالتحريك فدهن فإن كان الرسوب مثل الدهن وكان إلى الصفرة فبول الضأن وما ضرب إلى الحمرة والثخن وكثرت رغوته وثفله فبول ثور وإن كان في الربيع كان إلى الخضرة جدا وما ذيب فيه ثلج مال في القارورة إلى الزرقة والسواد أو زعفران أحمر وسطه ومال رسوبه إلى الصفرة ولم يثبت زبده.
* (الثالث) * في أجناس البول المستدل بها وهى تسعة عند القدماء وسبعة عند المتأخرين، ويحصرها الكم والكيف: أحده اللون وهو إما أبيض بمعنى الشفافية، ويدل على البرد مالم يكن خروجه بسبب آخر كالضغط في ديانيطس الماضي ذكرها في الحميات، أو أبيض بالحقيقة، فإن كان مخاطيا دل على استيلاء البلغم أو دسما فعلى انحلال الشحم أو رقيقا تصحبه مادة فعلى انفجار قروح في طريقه وبدونها على الخام اللزج أو أشبه المنى فعلى بحران البلغم إن وقع في أيامه وإلا أنذر بنحو سكتة أو فالج ومطلق الرقيق الأبيض إن وقع في زمن الصحة دل على نحو سوء الهضم لبرد نحو المعدة أوفى المرض، ففي البارد والمزمن على عدم النضج، وفى الحار على انصراف الصابغ إلى الاعلى، فإن كان هناك سرسام فالموت وإلا انتظر السرسام منذ يخرج الأبيض فإن كان هناك الدماغ سليما توقع السحج.
* (فرع) * قد ثبت أن الأبيض لا يخرج إلا في الأمراض الباردة وغيره في الحارة لان الانصباغ يكون بالحرارة لمزيد التحلل أو لاخذ الصابغ والخضب به لكن قد استثنوا من هذا الضابط مسائل انعكس الامر فيها (الأولى) قد يخرج البول أبيض في الحمى الحارة لا ختفاء الحرارة فتعصر العروق كما سيأتي (الثانية) أنه قد يخرج أحمر في الباردة كما في القولنج وهذا إما لشدة الوجع الموجب للتحليل بالانزعاج أو لسدد في مجرى المرارة والكبد (الثالثة) قد يخرج مصبوغا ولا حرارة هناك وهذا إما لعجز الكبد عن التمييز كما في الاستسقاء أولا نفجار خلط عفن وعلم ذلك لغير الحاذق من علامات أخر حسية ولو من نفس الخارج لان حسن التأمل يوضحه أو أحمر وأنواعه ناري وهو أشدها وأعظمها دلالة على الالتهاب والعطش وغلبة الصفراء على الدم ويليه الاثرنجى لأنه يدل على قلة الصفراء وهو إلى الصحة أقرب ومثله الزعفراني المعروف بالأحمر الناصع كذا قاله الأكثر والصحيح أنه أرفع من الاترنجى ودون الناري ويدل مثله لكن هو منذر بطول المرض واختلاط المائية بالدم وميل الخلط إلى الكبد ويليه ألقاني وهو الشديد الحمرة ويدل على استيلاء الدم وقد يكون معه كغسالة اللحم فإن كان مع البول دل على ضعف الكلى أو محدب الكبد أو انفجار عروق المثانة وإلا فعلى محدبة وما يليه وقد تشتد حمرة البول بلا دم لا متلاء هناك ومتى غلظ الأحمر وكثر وقوى صبغه في اليرقان دل ذلك على انحلال العلة وعكسه ردئ خصوصا في الاستسقاء ورقيق الأحمر بعد غليظه خير من العكس خصوصا إذا كثر فإنه ينقى الحمى نص عليه في الفصول ومن كان رسوب بوله أول المرض كثيرا فإنه يئول إلى هذا [أو أسود] فإن كان الصابغ من خارج فلا كلام عليه
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197