تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٢٥
نعم قد تكون مع نافض في القضيب والكثير الأبخرة ومتى عرضت عن برد واستحصاف وتسمى السدية لم تدرك حرارتها باللمس. وأما علاماتها التفصيلية فتقدم أسبابها المذكورة وشهوق أولى النبض في النفسية لاختصاصها بالدماغ وشهوق الثانية في الحيوانية وهكذا والذي أراه أن هذه الحمى وإن لم تتشبث بالاخلاط لها دخل في المزاج فليس تأثر الصفراوي بنحو الشمس كبلغمى بها وكذا باقي الطوارئ فلقد شاهدت صفراويا مهزولا حم أثر شرب حمى روح أشبهث الخلطية لولا عدم التواتر واللهيب وقلة السرعة ولولا إلزامه بأغذية مرطوبة وكف عن مولد للدم لا انتقلت فلابد من ملاحظة هذه النسب، ثم ههنا نكتة هي أنه قد وقع في الفروق أن حمى الروح قد تشتبه بالورمية لولا تقدم الورم كذا قاله في الكتاب المذكور ونقل بعضه عن بعض شراح الموجز وهو قريب من الهذيان لان ظاهره عدم اجتماع النوعين وعدم الفرق لو كان الورم في الاغوار والصحيح جواز اجتماع حميات متعددة والفرق بين حمى الورم وغيرها صلابة النبض فيها لكن يدق الفرق إذا اجتمع وإذا كانت الحمى عن يبس ويتضح ذلك بمواقع الأصابع وعدم الخروج عن الوزن في اليومية وسيأتى في النبض تفصيل ما دق كنبض العاشقة إذا كانت حبلى وهذه الحمى ونحوها (العلاج) ما كان عن سبب معلوم كوجع ناخس وورم فتدبيره تدبير ذلك المرض أو عن قلة غذاء فعلاجه التناول وهكذا تقطع الأسباب الممرضة أولا ثم يدبر البدن فيبرد إن كان عن حر بلبس الكتان والمصقول وشم نحو الورد والبنفسج واللينوفر والآس والنوم عليها والادهان بأدهانها والتبريد أولا بالماء إن كان صيفا وإلا قدم الاستنقاع بفاتر يتخلخل ثم يصب الماء البارد لتسكين الحرارة وحبسها وأخذ الأغذية الرطبة خصوصا الباردة كالقرع والرجلة وشرب ماء الشعير بالعناب والإجاص والتمر هندي، ومن المجرب فيها القئ بالبطيخ الهندي والسكنجبين الساذج وكذا شراب الفواكه شربا بماء الشعير أو الدوع ومص الرمان، ثم إن أحس بقشعريرة أو صداع فمن المجرب أن يأخذ من معجون الورد ثلاثين درهما ومن العناب عشرين ومن كل من البنفسج المربى والتمر هندي والسبستان اثنى عشر فإن كان النبض شديدا فأضف من السنا المنقى ستة أو كان الصداع قويا فزد من الشعير كالورد واطبخ الكل بستمائة درهم ماء عذبا حتى يبقى نحو مائة فيصفى ويشرب وهو مجرب فلما احتجنا إلى تكريره ومتى كان سببها بردا أو كانت في بدن مائل إليه أو مزاج أو أوجبها غذاء كذلك فمن المجرب القئ بالسكر مسخنا. واعلم أن هذه الحمى كثيرا ما تطرق الأبدان السخيفة وأهل المساكن المرطوبة كالهند والحبشة وهناك لا يجوز القئ بحال، فينبغي أن يعالجوا بشراب ماء التمر هندي والبكتر والجوكية من الهند تعالج هذه الحمى بالنطولات خاصة وقوم بأكل الدار فلفل ومن ثم يقولون ببرده والزنج والحبشة بالتشريط أو شرب ماء الترنجبين ومن جاوز البحر من المغرب يعالجها بأكل السمك ومن الزنج أقوام يكثرون شرط جلودهم يدفعون بذلك احتباس الأبخرة وأما الروم والفرس فلا تكاد هذه الحمى تنالهم لغلظ أرواحهم فان وقعت ففي الغالب تكون عن غضب أو سدد واستحصاف فعلاجها التفريح في الأولى والحمام في الأخير تين وقول الشيخ ينبغي أن يكون انتفاعهم بماء الحمام لا هوائه محمول على من لا يمكنه اللبث فيه وإلا فالهواء أصلح في الغضبية وغيرها كما يشعر به كلام الفاضل في الشرح، وقال أبقراط يكفي في علاج حمى الروح محادثة المحبوب والأصوات الحسنة وتسريح النظر في مستنزهات الماء والرياض وهذا محمول على ما إذا كانت غضبية كذا قاله بعض شراح كلامه والصحيح عموم كلامه نعم يجب أن يراعى في الأصوات المناسبة فإن كانت الحمى
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197