تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٣٣٦
والآخر عريض الورق خشن رخص قليل المرارة هو البلخية الهاشمية وهى باردة رطبة في الأولى والبرى صنفان اليعضيد وزهره أصفر جيد يسمى خندريلى والطرحشقوقى سماوي الزهر ومطلق البرى بارد يابس في آخر الأولى ويبسه أكثر ودقيق الورق من هذه الانطونيا لا شئ في البقول ألطف منه حتى إن الغسل يحل أجزاءه اللطيفة فلا يجرز ويتغير مع الفصول فكيف مع الأزمنة ومن ثم لم يصر مبرودا مع برده وهو يذهب الحميات والعطش واللهيب والحرارة والصداع والخفقان واليرقان وضعف الكبد والطحال والكلى شربا بالسكنجبين ويدر بقوة وإذا مزج بمطبوخ الصندل والرازيانج قاوم السموم كلها وقوى المعدة شربا ومع الاسفاناخ يحل كل ورم طلاء وبالخل بعد الفصد يمنع الرمد مجرب وهو يبطئ بالهضم ويصلحه الرشاد ويقوم بزره مقامه وأهل مصر يستقطرونه فيصير محلول القوى والصواب دقه وعصره ويقال إن البرى منه يجلو بياض العين [هو فاريقون] نبت بحسب زهره وورقه ثلاثة أقسام كبير عريض الورق كالنعنع وصنف دونه في الطول ولكنه أغزر ورقا وكلاهما أصفر الزهر صنف نحو شبر وورقه كالسذاب وكله أحمر حاد الرائحة وزهر الصغير أبيض وكلها تخلف بزرا أسود في شكل الشعير ومن ثم ظن أنه الداري وبزر الكبير في غلف كالخشخاش وجميعه يدرك في شمس الجوزاء وتبقى عشر سنين وهو من عناصر الترياق الكبير عظيم النفع جليل القدر حار يابس في الثالثة قد جرب منه البرء من الفالج والخدر والنسا والنقرس والقولنج كيف استعمل حتى الدهن بزيت طبخ فيه ومن الحميات خصوصا الربع ومع بزر السذاب يفتح السدد ويزيل الاستسقاء واليرقان والحصى وعسر البول والحيض وأوجاع الورك والظهر ويقاوم السموم ويدمل القروح ويزيل الآثار وضربان المفاصل شربا وطلاء ويسقط البواسير مع المقل والأجنة وهو يصدع ويصلحه السفرجل ويضر الرئة وتصلحه الكثيراء وشربة الصغير مثقال والكبير درهم، ومن أراد قوة الاسهال للاخلاط اللزجة جعله في ماء العسل وبدله مثله إذخر ونصفه أصل الكبر أو شيطرج أو قردمانا وقيل بدله بزر الشبت وليس هو الفاشرا ولا حب البلسان [هوم المجوس] المرآتية [هوفسطيداس] طراثيث تقارب لحية التيس وقيل هي نفسها [هواء] هو أفضل الأربعة على الاطلاق لبقاء البدن بدون غيره منها زمنا يعتد به بخلافه لتعلقه باصلاح أشرف أجزائه وهو القلب لأنه كما سيأتي معدن الحرارة الغريزية فيحتاج إلى مبرد وهو الهواء المستدخل خالصه المستخرج فاسده بالقبض والبسط عند التنفس الضروري للحيوان البرى ومن ثم كان من الستة الضرورية وفضله على الماء باعتبار ما ذكر خاصة وإن كان ذلك أفضل باعتبار أمور أخر وأما التراب فليس له هنا فضل دخول مع أن العنصري لم يتأت احتياجه هنا على تقدير إمكان وجوده وأما النار فكذلك باعتبار الأبدان بل هي أعدم دخولا ونتيجتها في القوى فتمحض ما قلناه ولا شك أن الجزء الحار في الهواء وإن كان فرعيا هو أدخل في الحياة والتأليف والمراد به هنا كله من محيط ومختلط بل وما تحلل من مضمحل صعدته قوى العناصر وقد انحصر في طبقات أربعة وذلك لان العناصر قد تقرر في العقل أنها ستة عشر قوة قوتان حافظتان من الطرفين وقوة سيالة في الكائنات وقوة صرفة كذلك قرر فيما وراء الطبيعة ثم قال في الفلسفة الأولى إن النار قد استغنت عن الحفظ والحرارة من أسفل لقصور غيرها عنها فانتفى الاخلاط ولم تطلب البعد من الفلك فلم تحتج أيضا إلى شئ وقوتها السيالة قد انفصلت في الكائنات فهي في الاحجار وغيرهما كما نشاهده من القداح والحديد والتبن والصفصاف فتمحضت الصرفة وكذا الماء لفضول التراب وارتفاع الهواء وانفصال السيالة المادة في كل بخار وهواء كما شاهدناه في الجبال. وأما التراب فليس
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340