تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٢
خمسة الفم ولا فضلة له والمعدة وفضلة كيلوسها البراز والماسريقا ولا فضلة لها والكبد وفضلتها غالب البول والعروق وفضلتها الغليظة الأوساخ واللطيفة البخار والمتوسطة مطلقا العرق والمرتفع اللين والسافل الدم وأنكر قوم الفم والماسريقا وآخرون الثاني فقط (الخامس) اختلفوا في أن التقطير بالأنبيق يميز الاخلاط، لأنه برهان تحليل أم لا لعدم معرفة ضابط البخار، والأصح الأول وفاقا لجالينوس والأستاذ والمعلم لان السائل هو الماء ودهنيته الدم ومائيته البلغم والمتخلف هو الأرض والدخان الصفراء فإذا علمنا المقطر قبل بالوزن الصحيح كان الناقص هو الصفراء وينبنى على هذا معظم العلاج وتقادير الأدوية هكذا وبهذا نعلم أن السوداء لا ترد إلى الصفراء وما احتج به الفاضل أبو الفرج من كلام الشيخ أن البرسام قد يصير ليثرغس بالتبريد غير صحيح وإنما يقع التبريد في هذه الصورة من قصور الأعضاء عن الهضم فيتولد البلغم (ورابعها) الأعضاء وهى أجسام صلبة كائنة من أول مزاج الخلط وبسيطها التشابه الاجزاء المطابق اسم جزئه كله في الحد والرسم والصفة والأولى عكسه ويكون مركبا أوليا إن كانت أجزاؤه كلها بسيطة كالأنملة وإلا فثان إن تساوى الشيئان كالإصبع وإلا فثالث وتنقسم إلى رئيسة وهى أربعة بحسب النوع (الدماغ) ويخدمه العصب (والقلب) ويخدمه الشرايين (والكبد) ويخدمه الأوردة (وآلة التناسل) ويخدمها مجرى المنى وإلى الثلاثة الأول بحسب الشخص المراد بالرئيس المفيض القوى على غيره بحسب الحاجة وإلى مرؤوس وهو ما عدا هذه عندي وقالوا المرؤوس ما أخذ من هذه بلا واسطة وما سوى القسمين كاللحم ليس برئيس ولا مرؤوس. وللأعضاء تقسيمات من نحو ثلاثين وجها ذكرتها في شرح نظم القانون وسنستقصي الكلام في التشريح إن شاء الله تعالى (وخامسها) الأرواح وهى جسم لطيف يتكون من أنقى البخار ويحمل القوى من المبادى إلى الغايات والدليل على تولدها من البخار نقصها عند قلة الدم والفاضل جالينوس وجماعة يرون أنها من الهواء المستنشق قال الفاضل أبو الفرج ويمكن أن يستدلوا على ذلك بموت من حبس نفسه على أن هذا الموت باحتراق القوى لا بحرارة الأرواح لان الهواء يبردها إذ هو بارد بالنسبة إليها وإن كان حارا في نفسه، وتنقسم إلى طبيعية مبدؤها الكبد وغايتها حمل القوة الطبيعية إلى القلب وحيوانية مبدؤها القلب وغايتها تبليغ القوى الحيوانية إلى الدماغ ونفسانية مبدؤها الدماغ وغايتها إيصال القوة النفسية إلى ما يحس من الأعضاء على الصحيح وقيل إن قوى الأعضاء البعيدة كاللحم مفاضة هذا كله على رأى الأطباء وأما الحكماء فيرون أن مبدأ القوى كلها هو القلب والأعضاء المذكورة شرط في ظهور أفعالها (وسادسها) القوى وهى مبدأ تغيير من آخر في آخر من حيث إنه آخر كذا في الشفاء والنجاة وقيل هيئة في الجسم يمكنه بها الفعل والانفعال وهى كالأرواح قسمة ومبدأ على المذهبين السالفين (فالأولى) منها أعنى الطبيعية تنقسم إلى أربعة مخدومة أحدها (الغاذية) وهى قوة تتسلم الغذاء من الخادمة فتفعل فيه التشبيه والالصاق (والنامية) وهى قوة تتسلم ما أوصلته الغاذية فتدخله في أقطار البدن على نسبة طبيعية وهاتان غذائيتان (والمولدة) وتعرف بالمغيرة الأولى وهى التي تخلص المنى من الدم، وههنا إشكالان (أحدهما) نقله الفاضل أبو الفرج عن بعض المتأخرين أن النامية كيف تخدم المولدة مع أن النمو لا يكون إلا قبل الايجاد وتوليد المنى بعده فلا يتفقان. ورد بأنه موجود بعد الايجاد في الاخلاط المتجددة والكلام فيها لا في العناصر (والثاني) لم أجد من أورده وهو أن المولدة هل تتسلم الدم من الكبد أو بعدها فان قلتم بالأول لم تكن النامية خادمة لها لما سبق وإن قلتم بالثاني لزم أن ينفصل المنى بعد صيرورة الغذاء عضوا واللازم باطل فكذا الملزوم ولم يحضرني عن هذا جواب (والمصورة) وتعرف بالمغيرة
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340