شرح العينية الحميرية - الفاضل الهندي - الصفحة ٣٩٠
أولى بهم من أنفسهم ويريدون أنه أحق بتدبيرهم وأمرهم ونهيهم.
والوجه الآخر: أنه إذا ثبت أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أراد بما قدمه من كونه أولى بالخلق من نفوسهم أنه أولى بتدبيرهم وتصريفهم من حيث وجبت طاعته عليهم بلا خلاف، وجب أن يكون ما أوجبه لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الكلام الثاني جاريا ذلك المجرى، لأنه (عليه السلام) بتقديم ما قدمه يستغني عن أن يقول: فمن كنت أولى به في كذا وكذا فعلي أولى به فيه، كما أنه بتقديم ما قدمه استغنى عن أن يصرح بلفظة «أولى» إذا قام مقامها لفظة «مولى» يشهد بصحة ما قلناه أن القائل من أهل اللسان إذا قال: فلان وفلان - وذكر جماعة - شركائي في المتاع الذي من صفته كذا و كذا، ثم قال عاطفا على كلامه: فمن كنت شريكه فعبد الله شريكه، اقتضى ظاهر لفظه أن عبد الله شريكه في المتاع الذي قدم ذكره وأخبر أن الجماعة شركاؤه فيه، ومتى أراد أن عبد الله شريكه في عين الأمر الأول كان سفيها غاشا ملغزا.
فإن قيل: إذا سلم لكم أنه (عليه السلام) أولى بهم بمعنى التدبير ووجوب الطاعة، من أين لكم عموم وجوب الطاعة في جميع الأمور التي يقوم بها الأئمة ولعله أراد به أولى بأن يطيعوه في بعض الأشياء دون بعض؟
قيل له: الوجه الثاني الذي ذكرناه في جواب سؤالك المتقدم يسقط هذا السؤال. ومما يبطله أيضا أنه إذا ثبت أنه (عليه السلام) مفترض الطاعة على جميع الخلق في بعض الأمور دون بعض، وجبت إمامته وعموم فرض طاعته وامتثال تدبيره، لأنه لا يكون إلا الإمام، ولأن الأمة مجمعة على أن من هذه صفته هو الإمام، ولأن كل من أوجب لأمير المؤمنين (عليه السلام) من خبر الغدير فرض الطاعة على الخلق أوجبها عامة في الأمور كلها على الوجه الذي يجب للأئمة ولم يخص شيئا دون شيء، وبمثل هذا الوجه بحث من قال: كيف علمهم عموم القول لجميع الخلق مضافا إلى عموم إيجاب الطاعة لسائر الأمور، ولستم ممن يثبت للعموم صيغة في
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 مقدمة المؤلف 53
3 فصل في معنى العينية 59
4 فصل في ذكر شطر من أحوال الناظم 61
5 فصل في ذكر ما يتعلق بالقصيدة 81
6 المختار من القصيدة 87
7 شرح البيت الأول 87
8 شرح البيت الثاني 131
9 شرح البيتين الثالث والرابع 157
10 شرح البيت الخامس إلى السابع 177
11 شرح البيت الثامن 210
12 شرح البيت التاسع 219
13 شرح البيت العاشر 236
14 شرح البيتين الحادي عشر والثاني عشر 255
15 شرح البيت الثالث عشر 284
16 شرح الأبيات الرابع عشر إلى العشرين 301
17 تفصيل تنصيب الإمام علي وحادثة الغدير 344
18 شرح البيت الحادي والعشرين 400
19 شرح البيت الثاني والعشرين 405
20 شرح الأبيات الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين 410
21 شرح البيت السابع والعشرين 425
22 شرح الأبيات الثامن والعشرين إلى السابع والثلاثين 434
23 شرح الأبيات الثامن والثلاثين إلى الأربعين 477
24 شرح البيت الحادي والأربعين 485
25 شرح الأبيات الثاني والأربعين إلى الثامن والأربعين 491
26 شرح البيت التاسع والأربعين 534
27 شرح البيت الخمسين 541
28 شرح البيت الحادي والخمسين 549
29 شرح البيت الثاني والخمسين 554
30 شرح البيت الثالث والخمسين 567
31 شرح البيت الرابع والخمسين 573
32 فهرس المصادر 579