ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ١٠
نفسيته وإباؤه يتضح من سيرة صاحب الديوان أنه أبي النفس سامي الشعور بالكرامة، لم يرضخ للذل ولم يهدأ على حسك الهوان، ولعله من المؤمنين بهذا الرأي: (من تسالم الناس على حبه فهو ضعيف، ومن تسالم الناس على بغضه فهو خبيث، ومن اختلف فيه فهو العظيم)، لذا تراه في شعره يعرب عن صلابة وايمان بنفسه وقومه، ولعل الاختلاف الذي حصل بينه وبين العلامة الميرزا صالح كان باعثه اعتداده بنفسه وشعوره بخطورته ومنزلته، وقد قوى هذا الاختلاف وجود عوامل أخرى منها مساندة الامام الشيرازي للعلامة السيد علي العذاري ابن عم صاحب الديوان وجعله ممثلا عاما له في الحلة، وابتعاده عن تأييده للميرزا صالح مما جعل العاطفة تجد مجالا للدخول في صفوف المنطق، ولوجود عناصر أخرى تحتاج إلى شرح طويل، فقد دفعته جديته وصرامته أن يكون معسكرا قبال زعيم له كل الأثر في العلم والحكم، واستمر الرأي دون أن يثني عزمه أحد، ولست بحاجة إلى ضبط السبب الذي عكر الصفو غير أني استشعر أن قصيدته للعلامة الميرزا صالح كانت سببا لإجابة القزويني بلهجة لم تخل من لذع وقسوة لم يتعود سماع مثلها صاحب الديوان مما دعاه إلى أن يجيبه برسالته الطويلة المثبتة في آخر الديوان والمتضمنة للقصيدتين الامر الذي دعانا أن نهمل إثباتهما في باب العتاب.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»