خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣٣
* مخضت بدلوه حتى تحسى * ذنوب الشر ملأى أو قرابا * * بمثلي فاشهد النجوى وعالن * بي الأعداء والقوم الغضابا * * فإن الموعدي يرون دوني * أسود خفية الغلب الرقابا * * كأن على سواعدهن ورسا * علا لون الأشاجع أو خضابا * قوله: أخوك أخوك من تدنو... إلخ قال المرزوقي: أخوك مبتدأ وكرر تأكيدا ومن يدنو والمعنى: مخالصك في الأخوة والود من يقرب مكانه منك وتحسن شفقته منك وإن استغثت به لملمة أغاثك. ويجوز أن يكون من يدنو أراد به قرب النصح والشفقة لا تقارب الدار.
وقال ابن جني: لك في أخوك الثاني أن تجعله بدلا وأن تجعله خبر الأول إنما يستحق أن تدعو الرجل أخاك إذا كان أخاك في الحقيقة كقولك: فعلته إذ الناس ناس ثم أبدل منه من يدنو.
انتهى.
وقال التبريزي: ويجوز أن يجعل أخوك الثاني خبرا للأول كقوله:
* فقلت له تجنب كل شيء * يعاب عليك إن الحر حر * وأما قول الآخر:
* سلام هي الدنيا قروض وإنما * أخوك أخوك المرتجى في الشدائد * فهو مثل الأول.
وإن شئت جعلت قوله: أخوك الثاني توكيدا وجعلت المرتجى خبرا. وإن شئت جعلت قوله:) أخوك خبرا والمرتجى نعتا له ويكون قوله: من يدنو
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»