خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣١
مخضت أول البيت الآتي. وإنما قدمت رب عليه لأن لها الصدر ورب تحذف بعد الفاء مطلقا سواء كانت فاء الجواب كما هنا أو عاطفة كما في قول امرئ القيس:
* فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع * فألهيتها عن ذي تمائم محول * قال ابن هشام في بحث الفاء من المغني: السادسة أي: من المسائل التي تكون فيها الفاء رابطة للجواب حيث لا يصح أن يقع شرطا: أن يقترن بحرف له الصدر كقوله: فإن أهلك فذي حنق البيت وقوله: لها الصدر جواب سؤال مقدر وهو أن جواب الشرط في مثل هذا إنما هو جواب رب وهو فعل ماض يجب معه ترك الفاء فكيف وجبت الفاء أجاب بأن رب لما وجب تقديمها على جوابها لصدارتها كانت في الظاهر هي الواقعة جواب الشرط وهي لا تصح أن تقع شرطا فوجب أن تقترن بالفاء وفاء بمقتضى الضابط.
ولم أر أحدا من شراح المغني بين معنى قوله: وأنها لها الصدر.
وقال الإمام المرزوقي في شرح الحماسة وتبعه جميع شراحها: فإن قيل: إن الفاء في جواب الجزاء إنما تجيء إذا خالف الجملة التي تكون جزاء الجملة التي
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»