خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٢
ألا ترى أنك إذا جمعت اسما فيه علامة التأنيث بالألف والتاء أزلتها بالحذف أو القلب.
فكما أزلت العلامة فلم تجمع بينهما كذلك لا يستقيم أن تجمع بين الواو والنون وبين بناء أدنى العدد لاجتماع شيئين لمعنى واحد في الكلمة.
فإذا لم يستقم ذلك علمت أنه صيغ في التحقير كما قال كأنك حقرت أبنى مثل أعمى.
فإن قلت فمن أبيات الكتاب: الرجز * قد شربت إلا دهيدهينا * قليصات وأبيكرينا * فالقول في ذلك أنه ضرورة.
وكأن الذي استهواه أن أفعل جمع من أبنية الجموع القليلة وقد جاء ضربان منه بالتاء فهو أفعلة وفعلة فلما وافقتها أفعل في القلة وكان تأنيث الجمع قائما فيه قدر أن التاء فيه تلزم فقدر فيها التأنيث كما جاء في البناءين الآخرين.
فلما لم تثبت عوض منها كما عوض من العلامة التي ينبغي أن تثبت فيها فقال أبيكرين كما قيل أرضون. فإذا كان كذلك لم تجتمع علامتان لمعنى.
ألا ترى أن الياء كأنها عوض من علامة التأنيث كما أنها في أرضين كذلك. وأما أبينون فإذا لم تكن فيه ضرورة وكان التصغير قد يصاغ فيه الأسماء التي لا تكون في التكبير نحو: عشيشة وأنيسان كذلك تحمل أبنى على هذا النحو دون أفعل فيلزم فيه اجتماع شيئين بمعنى.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»