خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٤
كذا رواه الأعم بفتح العين ومثله أثأبة وأثأب وأضحاة وأضحى. وهذه أسماء مفردة غير مكسرة. وكذلك أروى وله نظائر. واعتصم الفراء فيما ذهب إليه بقول الشاعر:
* قد رويت إلا دهيدهينا * قليصات وأبيكرينا * وكان يروى: الأعم بضم العين فهذا عنده كصك وأصك وضب وأضب. وكيف تصرفت الحال فرواية أبي زيد في النفوس بحيث لا ريب.
وأما قوله:
* من يك لا ساء فقد ساءني * ترك أبينيك إلى غير راع * فيحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون الياء فيه علم الجمع كالواو في قوله: أبينوها.
والآخر: أنه واحد الأبنين على ما تقدم من الخلاف فيكون على قول صاحب الكتاب تحقير ابني كأعمى وعلى قياس قول الفراء تحقير أبن كأدل فيكون اللام ياء. انتهى.
واقتصر ابن الشجري في أماليه على مذهب سيبويه قال: وأشكل ما في هذا الاسم وهو أبن) قولهم في جمع مصغره: أبينون في هذا البيت.
لا يجوز أن يكون أبينون جمعا لمصغر ابن لأنه لو كان كذلك لقيل: بنيون. ولا يجوز أن يكون جمعا لمصغر أبناء لأنه لو كان كذلك لقيل: أبيناؤون.
ولو أرادوا هذا لاستغنوا بقولهم: أبيناء عن جمعه بالواو والنون. وإذا بطل الأول
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»