خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٠
أحدهما: ان يكون دعاء منها عليه إذ كانت تخاف عليه أن يعقر بعيرها. والثاني: أن يكون دعاء منها له على الحقيقة كما تقول العرب للرجل إذا رمى فأجاد: قاتله الله ما أرماه وحقيقة مثل هذا أنه يجري مجرى المدح والثناء.
وقال الإمام الباقلاني: دخلت الخدر خدر عميزة ذكره تكريرا لإقامة الوزن لا فائدة فيه غيره ولا ملاحة ولا رونق. وقوله: فقالت لك الخ الكلام مؤنث من كلام النساء نقله من جهته إلى شعره وليس فيه غير هذا. انتهى.
وقوله: تقول وقد مال الخ الغبيط بفتح المعجمة: الهودج بعينه وقيل: قتب الهودج وقيل: مركب من مراكب النساء. وعقرت هنا بمعنى جرحت ظهره قال الإمام الباقلاني: كرر قوله سابقا بقوله: تقول وقد مال الخ ولا فائدة فيه غير تقدير الوزن وإلا فحكاية قولها الأول كاف.
وهو في النظم قبيح لأنه ذكر مرة فقالت ومرة تقول في معنى واحد وفصل خفيف. وفي المصراع الثاني أيضا تأنيث من كلامهن. انتهى.
طعنه الأول غير وارد لأنه من باب الإطناب بسطه ثانيا للتلذذ والإيضاح. وقوله ثانيا تقول غير معيب لأنه من حكاية الحال الماضية وقد عد حسنا.
ثم قال الباقلاني: وذكر أبو عبيدة أنه قال: عقرت بعيري ولم يقل ناقتي لأنهم يحملون النساء على ذكور الإبل لأنها أقوى. وفيه نظر لأن الأظهر أن البعير اسم للذكر والأنثى. واحتاج إلى ذكر البعير لإقامة الوزن.
وقوله: فقلت لها سيري الخ جناها: ما اجتنى منها من القبل. والمعلل: الملهى الذي يعلله ويتشفى به. وروي بفتح اللام أي: الذي علل بالطيب أي طيب مرة بعد مرة من العلل بفتحتين وهو الشرب الثاني. ومعنى
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»