خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٤١٨
وليس له لفظ يروق ولا معنى يروع من طباع السوقة فلا يرعك تهويله باسم موضع غريب.
وقوله: ويوم عقرت الخ يوم معطوف على يوم في قوله: ولا سيما يوم لكنه بني على الفتحة لإضافته إلى مبني أو هو منصوب بتقدير: اذكر. والعقر: الضرب بالسيف على قوائم البعير وربما قيل عقره: إذا نحره. والعذاري: البنات الأبكار. والرحل: كل شيء يعد للرحيل: من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن. والمتحمل: اسم مفعول أي: المحمول.) وأورد ابن هشام هذا البيت في المغني على أن لام للعذارى للتعليل. وقوله: فيا عجبا الألف بدل من الياء فإنها تبدل في النداء إليها جوازا. ويقال: كيف يجوز أن ينادى العجب وهو مما لا يجيب ولا يفهم فالجواب: أن العرب إذا أرادت أن تعظم أمر الخبر جعلته نداء.
قال سيبويه: إذا قلت يا عجبا كأنك قلت: تعال يا عجب فإن هذا من إبانك. فهذا أبلغ من قولك تعجبت. والمعنى: انتبهوا للعجب كذا في شروح المعلقة.
وقال الإمام الباقلاني: قال بعض الأدباء: قوله يا عجبا يعجبهم من سفهه في سبابه من نحره ناقته لهن. وإنما أراد ألا يكون الكلام من هذا المصراع منقطعا عن الأول وأراد أن يكون الكلام ملائما له. وهذا الذي ذكره بعيد وهو منقطع عن الأول وظاهر أنه يتعجب من تحمل العذارى رحله. وليس في هذا تعجب كبير ولا في نحر الناقة لهن تعجب. وإن كان يعني به أنهن حملن رحله وأن بعضهن حملته فعبر عن نفسه برحله فهذا قليلا يشبه أن يكون عجبا. لكن الكلام لا يدل عليه. ولو سلم البيت من العيب لم يكن فيه شيء غريب ولا معنى بديع أكثر من سفاهته مع قلة معناه وتقارب أمره ومشاكلته طبع المتأخرين.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»