تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٨
عظيما وجرما كبيرا، ومن رأى أن شعاع الشمس يخرج منه فإنه ينال سلطانا ودولة ومن رأى الشمس مع الكواكب قاهرة الكواكب متقدمة عليها فإنه يقهر أعداءه ويقوى عليهم ويحسن حظه ويزداد يساره وربما دلت رؤية الشمس على الارزاق والمعاش والهدى واتباع الحق الظاهر والكساوي الجليلة والشفاء من الأمراض لمن جلس فيها أو ملكها في زمن الشتاء وتدل على الهموم والأنكاد والفقر والأسقام لمن جلس فيها أو ملكها في زمن الصيف وربما دلت على السفر إلى جهة مطلعها أو مغربها ورؤيتها في محل شرفها علو قدر ورفعة ورؤيتها في محل هبوطها دليل على الفقر والخسارة والهموم والأنكاد وكثرة الشموس بدع وخوف وكساد في المعاش وكذلك كثرة الأقمار وربما دلت كثرة الشموس على ما يركب كالدابة الشموس المانعة لراكبها وتدل الشموس على اجتماع الوجوه الحسان وربما دلت الشمس على من سمى بها كشمس الدين كالبدر يدل على بدر الدين فان كثرت الشموس ولم تزدد الوجوه نورا اتفق ذوو الاقدار على المصالح وإن ازداد الضوء حتى انبهرت الابصار كثرت الأغراض وضاعت المصالح وإن أكل الشمس استفاد من خدمتها وتدبيرها ونال من ذلك مالا طائلا وربما صار منجما أو مؤذنا أو عالما بتسيير الشمس رجاء نفعه بسببها فان أحرقته الشمس خاصة هلك في محبة وجه جميل أو أصابته جائحة فيمن دلت الشمس عليه وربما دل ذلك على فساد معتقده أو على أنه ينذر نذرا في معصية وحمل المرأة الشمس زوج أو ولد ترزقه جميلا فان كلمته الشمس كلاما مفهوما اطلع على علم إحضار الجان ويراسل الأكابر أو صار ترجمانا ورؤية الشمس والقمر والنجوم دليل على البلاء والسجن والحسد من الأهل ثم تكون عاقبته إلى ملك أو ينال عقبى حسنة في دينه قياسا على قصة يوسف عليه السلام وربما دل ذلك على الخوف والشدة ورؤية الشمس تدل على السراج لقوله تعالى - وجعل الشمس سراجا - وطلوع الشمس من مغربها دليل على الخوف والجزع وتسلط السلطان على الرعية والرجوع عن العدل وربما دل ذلك على قدوم الغائب من حيث سافر مكروبا محزونا خاسرا
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست