تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٥
في شمس نال نعمة واسعة وبركة تنزل عليه من السماء فان أصاب من ضوء الشمس فإنه ينال كنزا من الكنوز ومالا عظيما ويؤتيه الله خيرا والشمس إذا رآها الانسان تطلع من المشرق وتغرب مثل ذلك فإنها دليل خير لجميع الناس وتدل على الاعمال وذلك أنها تنبههم من نومهم وتحركهم إلى الاعمال وتدل في بعض الناس على أنه يولد له أولاد ذكور وتدل في العبيد على أنهم يعتقون وهو لسائر الناس دليل سار والشمس لمن أراد أن يخفى أمره دليل على ظهوره وذلك أنها تظهر الأشياء كلها وتبديها وإن رأى الانسان في منامه أنها تطلع من المغرب فان ذلك يدل على ظهور الأشياء الخفية ولو حرص صاحبها على أن يخفيها وإن كان مريضا دلت الرؤيا على برئه وإن كان الوجع في عينيه دلت على أنه لا يعمى ومن كان في سفر دلت على رجوعه من سفره وإن كان مجهول الموضع وهو أيضا دليل خير لمن أراد أن يسافر إلى ناحية المغرب وكذلك إن رأى أن الشمس تطلع من الجنوب إلى الشمال والشمس إذا رآها الانسان أنها مظلمة وأن لونها لون الدم أو رآها بمنظر متغير فإنه دليل ردئ لجميع الناس فيدل في بعضهم على البطالة وفى بعضهم على مرض ولد صاحب الرؤيا أو شدة تعرض له أو وجع العينين وأما من أراد أن يخفى أمره فإنه دليل موافق له وإن رأى الشمس تنزل في فراشه وتهدده فإنها تدل على مرض شديد والتهاب البدن وإن رآها أنها تفعل به خيرا فإنها تدل على خصب ويسار وتدل في كثير من الناس على صحة ومن رأس الشمس قد تلاشت فان ذلك دليل سريع لجميع الناس ما خلا من كان يعمل عمله في خفية وتدل أيضا كثيرا على العمى أو على موت أولاد صاحب الرؤيا ومن رأى الشمس ليست واحدة بل شموس كثيرة اكتنفتها فان ذلك دليل خير للمسافرين والفرسان وأما المرضى فإنها لهم دليل شدة وموت ومن رأى أن الشمس تعطيه شيئا أو تأخذ منه شيئا فليس ذلك بمحمود فان عطيتها تدل على شدة وأخذها على إتلاف وهلاك، ومن رأى أن الشمس قد نشرت عليه أنوارا فإنه يصحب الخليفة ويفرغ عليه عطاياه وحر الشمس إذا جاوز الحد وأصابه ناله هم من سلطان وإن
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست