النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٦
فيحاول المؤلف قدس الله سره ان يمزج بين هذين الشطرين من الفكر الاسلامي ويؤلف بينهما ويجعل منهما طيفا فكريا واحدا يكمل بعض ألوانه بعضا كما يطلبه الاسلام تماما في منهجه التربوي والحركي لاعداد الدعاة إلى الله تعالى..
وفي قبال الاتجاه الانحرافي الذي يعزل مسألة الاعداد الروحي عن جو الحركة والجهاد، هناك سلوك وتوجه آخر معاكس لهذا التوجه في عزل العمل السياسي والحركي والجهادي عن التربية الروحية والزهد في التربية الروحية وتقليل قيمة التهذيب ودوره في الساحة الحركية والجهادية وهذا اتجاه سلوكي خطير لا يقل خطورة عن الاتجاه الأول.. وهذا ليس اتجاها فكريا كما كان الامر في الاتجاه الأول، وانما هو غفلة لدى بعض الغافلين عن أهمية البناء الروحي، والتربية النفسية في ساحة العمل السياسي والجهادي، أو غرور يصيب بعض الناس الذين يتحركون على الساحة السياسية الاسلامية أحيانا، فيتصورون ان العمل السياسي والجهادي والحركي الاسلامي يغني عن البناء الروحي والتربية النفسية والمداومة على ذكر الله تعالى والتنفل والتهجد، أو ليس هذا ولا ذاك وانما تلهيهم مسائل العمل ومشاغل الحركة والجهاد عن الانصراف إلى البناء الداخلي وما يتطلب من جهد ومداومة على الرياضة النفسية والتهذيب والتزكية.
ومهما تكن أسباب هذه الظاهرة، فهي ظاهرة انحرافية لا يقل خطرها عن الانحراف الأول..
فإن حاجة الانسان الذي يتحرك على ساحة العمل الاسلامي والدعوة إلى الله تعالى إلى البناء الداخلي والاعداد الروحي تفوق حاجة الآخرين الذين لا تتجاوز اهتماماتهم شؤون معيشتهم الخاصة مع
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»